أحصى الدكتور صلاح شيرزاد، رئيس تحرير مجلة فنون إسلامية في محاضرة له بعنوان ''المنمنمات وزخارف العمارة الإسلامية الاختلاف والتشابه'' التي ألقاها أول أمس بالمعهد العالي للموسيقى في إطار المهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة، بعض نقاط التشابه والاختلاف في فن المنمنمات والزخارف والعمارة الإسلامية. وقال شيرزاد يجب أن نعترف أن الوحدة هي المبدأ الذي ينتظم فيه جميع الفنون الإسلامية من العمارة والخط العربي والزخرفة الإسلامية وفن المنمنمات وغيرها من الأمور الجمالية . ويؤكد شيرزاد أن هناك تقاربا بينهما إلا أن كل فن يتفرد بشكله وملامحه التي تميزه عن بقية الفنون الأخرى، حيث توصل شيرزاد في تحديده لأوجه التشابه بين فن المنمنمات وبين الزخارف الى ان رسام المنمنمات هو الذي كان يرسم الزخرفة والذي يرسم المنمنمة لا يكتب الخط العربي بل يترك مساحة بيضاء تنتظر الخطاط لكي يمضي عليها. مشيرا إلى أن فن المنمنمات والزخارف تخرج من يد واحدة لوجود روحية واحدة و توحد عنفوان الرسام. وعلى صعيد مماثل أدرج المحاضر بعض نقاط التشابه من حيث الوصف فالألوان التي تستعمل في الزخارف حسب المحاضر تكون صافية غير ممزوجة ولا تكون متطابقة مع الطبيعة بالضرورة، فالأزهار الموجودة على غصن الزخرفة لا تحمل بالضرورة نفس لون زهرة في الطبيعة، فزهرة الرومان ذات اللون الأحمر في غصن في الطبيعة ممكن أن تلون بلون أزرق أو أصفر في فن الزخرفة، يعني ليست طبيعية مائة بالمائة. ونفس الشيء نجده في فن المنمنمات يضيف شيرزاد فالألوان لا تعكس ما في الطبيعة. واشار شيرزاد الى تقنية أخرى يمكن من خلالها التمييز بين الزخارف والمنمنمات، مستندا في هذا التوضيح على نظرية ألكسندر بابا دبول التي تعتبر أن فن المنمنمات يبنى على محور لولبي وإن كان هذا المحور غير مرئي لكن من منظومة وصف العناصر المهمة في العمارة كلها مرصوفة على شكل لولب أو محور حلزوني.