يبحث الكاتب عبد القادر رزيق المخادمي في كتابه ''التكامل الاقتصادي العربي في مواجهة جدلية الإنتاج والتبادل'' الصادر مؤخرا عن ديوان المطبوعات الجامعية، عن أهمية التعاون الاقتصادي العربي الذي بات أكثر من ضرورة خاصة في زمن التحديات العولمية وعدم إمكانية مواجهتها أو تجاهلها، وبالتالي ضياع المصالح العربية الاقتصادية دون أن تكون لها قدرة التأثير في العلاقات الدولية المتحركة. ويطرح الكاتب عبر 292 انشغالات هامة وأساسية حول الوضع الاقتصادي والعربي من خلال موضوع التكامل الاقتصادي، وتترجم هذه الانشغالات في مجموعة التساؤلات التي حاول المؤلف من خلال فصول الكتاب الإجابة عنها، حيث ركز المخادمي في فصول الكتاب الستة على التجارب العربية التكاملية سواء منها التكتلات الإقليمية مثل ''الاتحاد المغاربي'' و''اتحاد دول الخليج'' أو المشاريع المشتركة في إطار جامعة الدول العربية. ويرجع الكاتب مشكل التكامل الاقتصادي العربي من خلال دراسته هذه لعدة أسباب أهمها الإرث الاستعماري وخاصة بالنسبة لبلاد المغرب العربي الذي فرض وجود هذه الدول في إطار تقسيم دولي للعمل لجعل تكاملهم في الاقتصاد العالمي حتميا، في حين أرجع السبب الثاني إلى التفاوت وعدم التكافؤ في النموالاقتصادي بين الأقطار العربية وضعف الجهاز الإنتاجي العربي وأهم هذه الأسباب يحصرها الكاتب في فقدان الإرادة السياسية الفعالة لإقامة تكامل اقتصادي بين هذه الأقطار. ولم يكتف المخادمي بالتجارب العربية في التكامل الاقتصادي بل تطرق إلى كل من تجارب أمريكا اللاتينية، إفريقيا وآسيا، مركزا على أهمية التكامل الاقتصادي في عملية التنمية.