لقي أمس الإضراب عن العمل استجابة واسعة من طرف الأساتذة الجامعيين وتجاوزت نسبته حسب تقديرات المجلس الوطني ال 95بالمئة ، ما يبرز تمسك القاعدة العمالية بمطلبها الملح عليه والمتعلق بوجوب ترقية الوضع الاجتماعي والمهني للأستاذ الجامعي والتطبيق الفوري على أرض الواقع التعليمات الأخيرة لرئيس الجمهورية إلغاء تعليمة إلى جانب عدم احتساب المنح والعلاوات بأثر رجعي. و كان أمس الأساتذة الجامعيون عند الموعد و نفذوا قراراهم، بالدخول وبقوة لم يتوقعها الكناس في الإضراب عن العمل لمدة 15 يوما تجاوزت نسبته 95 بالمئة، ووصلت على مستوى جامعات أخرى ال 100 بالمئة ، حيث عرفت كل الجامعات مثلما شللا شبه كلي، ما يترجم بشكل فعلي مدى تمسك القاعدة العمالية بمطالبهم المهنية والاجتماعية وعلى رأسها وجوب إلغاء تعليمة عدم احتساب المنح والعلاوات بأثر رجعي. يجب أن يعجل الوزير بتجسيد تعليمة رئيس الجمهورية وحسب بعض الأساتذة فإنهم لن يتخلوا عن الإضراب الذي شرعوا فيه أمس إلا إذا تخلت الجهات المسؤولة عن سياستها حيال الأساتذة وعجلت بتطبيق على أرض الواقع ما توجه به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، فضلا عن وجوب احتساب المنح والعلاوات بأثر رجعي ، معتبرين أن هذه التعليمة قد أعادتهم إلى نقطة الصفر . وأبرز الأستاذ اسماعيل من جامعة بوزريعة ل '' الحوار'' أنهم كأساتذة جامعيين غير رافضين لسياسة الحوار البناء و الجاد على العكس هم من يدعون إلى مثل هذه الحوارات ، بيد أنهم في الوقت نفسه لن يكونوا عكس التيار ولن يعارضوا مصالحهم على اعتبار كل الحوارات التي جمعت ممثليهم بممثلي الوزارة الوصية لم تخرج بأي نتيجة مرضية بدليل عودة الأساتذة لخيار الإضراب ، متهما في هذا السياق الجهات الوصية بالتقليل من مطالبهم وتحركاتهم وبأنها هي من دفعهم للدخول في الإضراب عن العمل في الوقت الذي يدعون فيه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والنقاش بشكل جدي مطالبهم المهنية والاجتماعية. ودعا الأستاذ الجهات المسؤولة استغلال الفرصة والعمل بصورة استعجالية لتطبيق ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية إذا ما أراد الوزير تهدئة القطاع وامتصاص غضب القاعدة العمالية. الاستجابة الواسعة دليل على شرعية مطالبنا و من جهته كشف الأستاذ عبد المالك رحماني ل '' الحوار'' أن الرقم المسجل في هذا الإضراب تجاوز كل التوقعات والاحتمالات ولم يسجل منذ 1998 ، مؤكدا أن كل جامعات الوطن عرفت شللا نسبته قاربت ال 100 بالمئة '' ، معتبرا النسبة '' دليل قاطع على شرعية مطالبهم المهنية والاجتماعية المرفوعة على مستوى الجهات الوصية . وأكد المتحدث أنهم مع الحوار ومع الجلوس مع الجهات الوصية حول طاولة المفاوضات لكن ، بحسبه، الوزارة لا تزال عاجزة عن احتواء مشاكلهم بالنظر لجملة الوعود التي كانت قد قطعتها معهم على مر الثلاث سنوات أين فتحت معهم سلسلة من الحوارات لكن هذه الحوارات يقول الناطق باسم المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي '' لم تحتوي مشاكلنا المهنية والاجتماعية'' مطالبا في هذا السياق السلطات العمومية وتحديدا وزير التعليم العالي رشيد حراوبية بالتدخل العاجل لأجل تحقيق انشغالاتهم إذا ما أرادوا الهدنة الاجتماعية للمؤسسات التربوية والعمل على تجسيد توجيهات رئيس الجمهورية التي وردت في خطابه الذي ألقاه لدى افتتاحه للسنة الجامعية بسطيف .