لقي أمس الإضراب عن العمل استجابة واسعة من طرف الأساتذة والمعلمين وتجاوز نسبته حسب تقديرات النقابات المستقلة ال 90 بالمئة، وهو رقم يترجم مدى تمسك القاعدة العمالية بمطلبها الملح عليه والمتعلق بوجوب إلغاء تعليمة عدم احتساب المنح والعلاوات بأثر رجعي. كان أمس الأساتذة والمعلمون عند الموعد و نفذوا قراراهم، بالدخول وبقوة لم يتوقعها النقابيون في الإضراب المتجدد آليا تجاوزت نسبته ال90 بالمئة، حيث عرفت كل المؤسسات التربوية وللأطوار الثلاث شللا شبه كلي، ما يترجم بشكل فعلي مدى تمسك القاعدة العمالية بمطالبهم المهنية والاجتماعية وعلى رأسها وجوب إلغاء تعليمة عدم احتساب المنح والعلاوات بأثر رجعي. تعليمة الوزير القطرة التي أفاضت الكأس وحسب الأستاذ صالحي عبد الرزاق من ثانوية زموري بولاية بومرداس فإن تعليمة الوزير الأول المتعلقة بعدم احتساب المنح والعلاوات بأثر رجعي هي القطر التي أفضات الكأس، معتبرا أن هذه التعليمة قد أعادتهم إلى نقطة الصفر ودليل على احتقار المعلم والأستاذ والاستهزاء بقدراته ودوره في المجتمع، مؤكدا مواصلتهم الإضراب عن العمل إلى غاية نزول الوصاية عند مطالبهم. وأبرز ذات الأستاذ ل ''الحوار'' أنهم كأساتذة ومعلمين مؤمنين بلغة الحوار قبل إيمانهم بلغة الاحتجاج ، متهما في هذا السياق الجهات الوصية بالتقليل من مطالبهم وبأنها هي من دفعهم للدخول في الإضراب عن العدل في الوقت الذي يدعون فيه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والنقاش بشكل جدي مطالبهم المهنية والاجتماعية. نسبة الاستجابة تترجم تسمك القاعدة بمطالبها ومصداقية النقابة و من جهته كشف مسعود بوديبة قيادي بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ل ''الحوار'' أن الرقم المسجل في هذا الإضراب تجاوز كل التوقعات والاحتمالات وعلى مستوى كامل ثانويات الوطن بعد أن تعدى رقم النسبة ال 90 بالمئة ، معتبرا أنها دليل قاطع على شرعية مطالبهم المهنية والاجتماعية المرفوعة على مستوى الجهات الوصية وكذا دليل على مصداقية النقابات في الميدان . وأكد المتحدث أنهم مع الحوار ومع الجلوس مع الجهات الوصية حول طاولة المفاوضات لكن ، بحسبه، الوزارة لا تزال عاجزة عن احتواء مشاكلهم لأنها لا تحتكم على أي صلاحية ا من شأنها أن تنزل عن مطالبهم المهنية و الاجتماعية و في الوقت نفسه من شأنها أن تخمد غضب الجبهة الاجتماعية، مطالبا في هذا السياق السلطات العمومية التدخل العاجل لأجل تحقيق انشغالاتهم إذا ما أرادوا الهدنة الاجتماعية للمؤسسات التربوية. وفي اعتقاد بوديبة فإن الخصم من الراتب لا يمكن أن يقلل من عزيمة و إرادة الأساتذة بل على العكس فإنهم يزيد من شحنات الإرادة لديهم ، بالاستمرار في الإضراب. نتفهم أساتذتنا لكن لا نقبل أن نكون ضحيتهم من جهتهم عبر تلاميذ الثانويات و المتوسطات عن استيائهم وامتعاضهم من تحركات الأساتذة و اعتبروها حاجزا قويا أمام برامجهم ومستقبلهم الدراسي ، داعين إلى وجوب أخذ بعين الاعتبار مصلحة التلاميذ حتى لا يضيع مستقبله. وقال التلميذ '' عصام ، ب ''من ثانوية ديكارت'' أننا لسنا ضد أساتذتنا بل متفهمين مطالبهم التي تعني تحسين وضعهم الاجتماعي و لكننا لسنا ضد مصلحتنا الدراسية و رافضين أن نكون رهينة أو ضحيتهم حتى نفشل في نهاية السنة في دراستنا '' داعيا الأساتذة إلى وجوب تسليط الضوء على مصلحتهم وعدم الخلط في الأمورس بدورها أكدت التلميذة ''سارة، ب '' من أكمالية مصطفى فروخي من باب الزوار أنها تعي جيدا مصلحة الأساتذة لكنها في الوقت نفسه ترفض أن يتلاعب بمصلحتهم سيما و أنه في قسم الامتحانات وكل دقيقة ،تقول سارة، '' تضيع منا يعني مضيعة لدروسنا وعدم تمكنهم إنهاء البرنامج وبالتالي تسجيل الفشل''.