أضحت نفايات معاصرالزيتون بولاية تيزي وزو خطرا محدقا بالمجاري المائية بها سيما واد السيباو الذي يغطي نسبة 80 بالمائة من احتياجات الماء الشروب بالمنطقة حسبما علم لدى مديرية الري. وبحسب معاينة ميدانية لهذه المديرية فان "عملية عصر الزيتون تخلف مادة سوداوية سامة تشكل خطرا على مجاري المياه حيث تصب مباشرة من طرف معظم معاصر الزيتون بالولاية الغير متوفرة على أجهزة لمعالجة هذه النفايات السامة" حسب ذات المصدر. وأضاف أن اكبر عدد من معاصر الزيتون بالمنطقة هي "وحدات عائلية تم انجازها في غياب أية دراسة عن آثارها المحتملة على محيطها المباشر" . وأضاف المكلف بالمؤسسات المصنفة بالمديرية أن المجاري المائية تستقبل في كل موسم زيتون حوالي 170 ألف قنطار من هذه المادة السامة التي تخلفها قرابة 400 معصرة زيتون ناشطة بالولاية حسب حصيلة أوردها تقنيو مديرية البيئة الذين أفادوا أن " عملية تحويل كلغ واحد من الزيتون تخلف نسبة 40 بالمائة من المادة السوداوية السامة المذكورة و40 بالمائة من مخلفات نواة الزيتون و 20 بالمائة فقط من الزيت". وأكد المصدر أن " التلوث الناجم عن نفايات الزيتون هذه اخطر بكثير من ذلك الذي قد ينجرعن المياه المستعملة " كما قال. وذكر أن المؤسسات المصنفة بالولاية خاضعة بموجب القانون إلى ضرورة تجهيز نفسها بأنظمة لمعالجة نفاياتها و لكن "العديد من المعاصر بالولاية بما فيها تلك العصرية المنجزة في إطار دعم الصندوق الوطني للضبط و التنمية الفلاحية لا تحترم هذا الإجراء". لذا عمدت الولاية إلى تنصيب لجنة لمعاينة المعاصر تضم ممثلين عن البيئة والحماية المدنية والمصالح الفلاحية والري . وبحسب المعلومات المستقاة من هذه اللجنة تم منذ شهر فيفري الفارط معاينة 106 معصرة بالولاية سيما تلك المتواجدة أعلى حوض سد تاقسبت ليتم اثر هذه العملية اقتراح غلق 12 منها بقرار من الوالي بسبب عدم توفرها على أحواض للتصفية في الوقت الذي تم فيه إخطار 16 معصرة أخرى بضرورة مطابقة أحواضها حسب عضو من هذه اللجنة الذي أفاد بأن "18 معصرة فقط بالولاية مجهزة بالنظام المذكور". في السياق ذاته طالبت مديرية البيئة كل المعاصر المعنية بالخضوع إلى فحص يقوم به مكتب دراسات معتمد من طرف وزارة البيئة من اجل " الوقوف على مدى مطابقة أنظمتها المعالجة للنفايات للمعايير البيئية المعمول بها " حيث أضحى هذا" الأمر شرطا أساسيا لإعادة فتح أو منح رخصة لاستغلال معاصر الزيتون بالولاية " حسب ذات المصدر.