لا يمكن وصف منظر الشقيقين ''عبد الحق لبازدة'' و''عبد الله'' اللذان يعيشان في صمت يصارعان الموت، هي مأساة عائلة ''لبازدة اسماعيل'' بوسط حي عريق ببوجلبانة شرق خنشلة التي تتألف من رب عائلة فضل أن تكون ''الحوار'' أول جريدة تدخل بيته أو بالأحرى كوخه، استقبلنا بابتسامة ممزوجة بآهات الآلام والعذاب التي لا تفارقه بالرغم من حجم المأساة التي يعيش فيها أبناؤه وهم في عمر الزهور في زمن يعيش فيه الكثيرون في بحبوحة. وبمجرد دخولنا للغرفة التي يعيش فيها هؤلاء الأشقاء تجف دموعك قبل نزولهما شفقة ورأفة بهما، وهما حالتان أقل ما يقال عنهما بأنهما وصمة عار كتبت على جبين كل جزائري غيور على أبنائه، وهي غرفة حسبناها منذ الوهلة الأولى خاصة بالحيوانات، لكن دخولنا إليها أثبت العكس، حيث وجدنا فيها بشرا وهم أغلى المخلوقات ينامون في ثياب رثة وفراش بالي لا يكاد يغطي جسدهما الهزيل والروائح تنبعث من داخل الغرفة تشمئز منها النفوس، حيث ذهلنا لهول المشهد الحي في جزائر العزة والكرامة، حيث يقطن الشقيقان ''عبد الحق'' 26 سنة، و''عبد الله'' 22 سنة يصارعان إعاقتهما في صمت رهيب. عمي''اسماعيل'' وهو رب الأسرة المتكونة من 7 أشخاص بدأ يحكي لنا عن واقعه المرير وصراعه مع الإعاقة التي تعرض لها أبناؤه منذ ولادتهما ومعاناتهم اليومية وسط ظروف جد صعبة، خاصة وأن الأب بطال ولا يملك أي دخل وهو الذي يعيل 7 أفراد، ومما زاد من معاناتهم هو منزلهم الذي يتكون من غرفتين يتقاسمهما مع إخوانه المتزوجين رفقة أبنائهم؟ مما حول حياتهم إلى جحيم. عمي اسماعيل أكد ل''الحوار'' أنه أصبح لا يغمض جفنه إلى أن يتفقد أبناءه الذين يضطرون إلى تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال أثناء نومهم بفعل إعاقتهم المتمثلة في مئة بالمئة كاشفا لنا عن مرارة معاناته لعل وعسى تتحرك الضمائر الصماء لدى المسؤولين الذين صمت آذانهم وعميت أبصارهم عن هؤلاء الأشقاء الذين يصارعون الموت من أجل الحياة، فقد عمل عمي اسماعيل المستحيل قصد إيجاد حل أو على الأقل التخفيف من معاناة أبنائه بعد طرق كل أبواب العديد من المسؤولين، لكن لا حياة لمن تنادي. وما يحز في نفسه هو موقف وزارة التضامن الوطني التي كان قد راسلها في العديد من المرات دون فائدة. تركنا عمي اسماعيل وأمله يبقى كبيرا في التفات أصحاب الضمائر الحية من المسؤولين بالولاية لإنقاذ حياة أبنائه.