أعلن شريف رحماني وزير البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم أن المفاوضات الدائرة في قمة كوبنهاغن لم تسر بالطريقة التي أرادتها دول الجنوب، مشيرا إلى أن الدول الكبرى سعت إلى 'تمييع المفاوضات لكن الدول الإفريقية كانت حاضرة بقوة، واستطاعت تصحيح اتجاه المفاوضات''. وقال شريف رحماني في تصريحات صحفية لجريدة القدس العربي: إن المفاوضات كانت صعبة وشاقة، مضيفا أن الدول المصنعة الكبرى حاولت محاصرة الدول النامية وفرض مجموعة من الأمور عليها. وأشار إلى أن الدول الكبرى حاولت الانسحاب من بروتوكول 'كيوتو' والالتزامات التي سبق وأن قطعتها على نفسها. وذكر وزير البيئة الذي يقود المفاوضات باسم إفريقيا أن الدول الإفريقية نجحت من خلال توحيد كلمتها في إعادة الأمور إلى نصابها، مشددا على أن صوت دول القارة السمراء كان مسموعا، خلافا للمشاركة الإفريقية في قمتي كيوتو وبالي. وأوضح رحماني أن الدول الإفريقية تدافع عن مبدأ تكفل الدول المصنعة بدفع فاتورة التلوث، ورفض إجبار الدول النامية على اقتسامها معها، وترفض ضريبة الكاربون التي تريد الدول المصنعة فرضها على الدول المنتجة للنفط، مؤكدا أن المفاوضات لا تزال جارية، وأن الأمل لا يزال قائما في تحقيق مكاسب خلال الأيام المتبقية من أعمال القمة. وأضاف رحماني أن الوفد المشارك في قمة كوبنهاغن حجز موعدا من أجل إلقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كلمة أمام زعماء ورؤساء الدول المشاركين في القمة. يذكر أن اللجنة الإفريقية للتغيرات المناخية التي اجتمعت بأديس أبابا شهر سبتمبر الماضي عملت على توحيد الموقف الإفريقي المشترك، الذي يعكس وعي القارة السمراء بالدور المنوط بها للحفاظ على حقها في التنمية المستدامة، وحقها في رخاء شعوبها. وعملت الورشة الدولية التي استضافتها الجزائر في 2007 حول دور الأداة الفضائية في تكيف إفريقيا مع تغير المناخ على تعزيز هذا المسعى، حيث أبرزت الدور الأساسي للبيانات المستقاة من أقمار مراقبة الأرض والرصد الجوي، وإسهامها في إحداث التفاعلات بين الأوساط العلمية ودائرة صناع القرار والجهات الفاعلة في التنمية والمجتمع .