أكد شريف رحماني وزير البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم أن قمة كوبنهاجن للتغيرات المناخية خرجت بنتائج إيجابية رغم التحفظات التي يبديها البعض على نتائجها، مشيرا إلى أن سقف التطلعات كان مرتفعا، ما يفسر إصابة البعض بخيبة الأمل. وأوضح رحماني في تصريح نقلته أمس صحيفة ''القدس العربي'' أن التقييم العام لنتائج قمة كوبنهاجن يبقى إيجابيا، بغض النظر عن تطلعات وطموح بعض الجمعيات والمنظمات الإيكولوجية، مشددا على أن كوبنهاغن حققت أفضل ما كان ممكنا في الظروف الحالية. واعتبر رحماني أنه لا يجوز القول إن القمة كانت فاشلة، لأن هناك تقدما ومكاسب تم تحقيقها، رغم الصراعات والخلافات التي حدثت بين الدول المصنعة الكبرى والدول النامية، مشيرا إلى أن قضية المناخ ليست إيكولوجية بقدر ما هي اقتصادية بالدرجة الأولى، وهي تخفي وراءها صراعا وتنافسا رهيبا للسيطرة على الاقتصاد العالمي خلال السنوات القادمة. وأكد شريف رحماني أن أول مكسب تحقق خلال القمة العالمية هو الحفاظ على بروتوكول ''كيوتو''، مشددا على أن الدول المصنعة الكبرى حاولت التملص من هذه الاتفاقية، واقترحت على دول الجنوب مشروع اتفاقية جديدة لقتل البروتوكول السابق، وقد تصدت الدول الإفريقية لهذه المناورة وانسحبت من المفاوضات، قبل أن تتراجع الدول المصنعة عن موقفها. واستطرد قائلا: ''لقد أدخلنا أيضا بعض الآليات التي تفرض على الدول المصنعة الكبرى من تقليل الانبعاثات، وهو قرار وافقت عليه الدول سريعة النمو مثل كوريا الجنوبية والبرازيل واندونيسيا''، موضحا أنه من الإيجابيات الأخرى التي خرجت بها القمة هي الهندسة الجديدة للتمويل التي تم الاتفاق عليها، إذ سيتم تقديم 30 مليار دولار للدول الفقيرة على مدى الثلاث سنوات القادمة، بمعدل 10 مليارات سنويا، على أن يرتفع المبلغ إلى 100 مليار سنويا ابتداء من ,2013 مؤكدا على أن إفريقيا ستكون على رأس الدول المستفيدة من هذا التمويل. وأوضح وزير البيئة والسياحة أن تحقيق تقدم في القضايا البيئية يستغرق وقتا طويلا وتوافقا بين مختلف الدول التي لها مصالح متضاربة ومتناقضة، مشددا على أن الجزائر كانت قد دعت من قبل إلى تأجيل قمة كوبنهاغن إلى شهر جويلية المقبل لمعرفة موقف الكونغرس الأمريكي. وأشار الوزير إلى أن الدول الإفريقية كانت محاصرة بالصراع القائم بين الدول المصنعة الكبرى التي سيطرت على الاقتصاد العالمي منذ القرن الماضي، وبين الدول النامية، موضحا أن الشيء الإيجابي هو أن إفريقيا حافظت على وحدة كلمتها وموقفها، وهذا شيء تاريخي بالنسبة لدول القارة السمراء.