ستشهد الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين من 8 إلى 24 أوت الجاري أكبر حملة لمكافحة المنشطات في تاريخ مثل هذا النوع من الدورات، لكن التفاؤل حول ''نظافة'' الألعاب من هذه الآفة لا يبدو كبيرا. ووعد المنظمون بالكشف عن حالات التنشط بتطويرات تسمح لهم بتقفي آثار المواد غير التقليدية، أمثال تلك التي تنمي الهورمونات بشكل غير طبيعي، وهذه لا تظهر في الفحوصات بالطرق المعتمدة حاليا. وبالعودة إلى الدورات السابقة. يتبين جليا بأن الكثير من الرياضيين أظهروا أنهم على استعداد لفعل أي شيء من أجل الفوز بالميداليات، ولا يتوقع أن تتغير الصورة في بكين 2008 حيث يمكن أن يقع البعض في المحظور. وربما لا يوجد بطل أولمبي قام بفعل مناف للاخلاق الرياضية بقدر العداءة الأميركية ماريون جونز الفائزة بثلاث ميداليات ذهبية في أولمبياد سيدني ,2000 وهي تنفذ حاليا عقوبة السجن لمدة ستة أشهر بسبب كذبها على المحققين حول تعاطيها المنشطات. كما لا يمكن نسيان تهرب البطلين المحليين كوستاس كينتيريس وكاتيرينا ثانو من فحص الكشف المنشطات عشية انطلاق أولمبياد آثينا ,2004 ولا تزال تفاعلات القضية جارية حتى الآن. وليست ألعاب القوى وحدها التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالمنشطات، إذ أن رياضة رفع الأثقال كان لها علاقة وثيقة معها، واضطرت بلغاريا مؤخرا إلى سحب فريقها كله من أولمبياد بكين بعد ثبوت تناول 11 رباعا لمادة ''الستيرويد''. وفي خبر محرج للبلد المضيف، فشل أحد أفضل السباحين أويانغ كونبنغ الفائز بثلاث فضيات في دورة الألعاب الأسيوية ,2006 في فحص المنشطات وأوقف مدى الحياة رغم أن التحقيقات ستبقى مستمرة لمعرفة إذا ما تعمد تناول ''الستيرويد''، وقد أعادت الحادثة إلى الذاكرة فضائح أبرز السباحين والعدائين الصينيين في التسعينيات، وقد تركت حولهم غيمة من الشكوك حتى يومنا هذا. ووعدت اللجنة الأولمبية الدولية الرياضيين الذين سيفضلون في فحوص الكشف عن المنشطات بأنهم سيواجهون أقسى العقوبات، إضافة إلى حرمانهم من المشاركة في الأولمبياد المقبل الذي تستضيفه العاصمة الإنكليزية لندن عام .2012