نشرت المجلة الإسرائيلية ''مطعان'' ضمن عددها السادس عشر حوارا كاملا للاديب الجزائري واسيني الأعرج الذي حاوره الصحافي المصري كمال الرياحي. المجلّة إسرائيليّة أدبيّة سياسيّة يساريّة راديكاليّة، كما يعرّفها القائمون عليها. نُشر الحوار في هيئة كتاب جيب باللغة العربيّة بعنوان ''هكذا تحدّث واسيني الأعرج''. وامتاز بانسيابيّة فكريّة وإنسانيّة وحمل طابعًا تحليليًا أدبيًا وثقافيًا فريدًا؛ حيث تفرّع الحديث ليشمل الأدب ومعنى العالميّة والثقافة الإنسانيّة، والأدب العالميّ وتأثّر الأعرج بهذا الأدب، تحديدًا أدب أمريكا اللاتينيّة، وكذا مساهمة الأعرج التحليليّة للادب الجزائريّ على مدار العقود الأخيرة وخصائص سنوات المحنة، وأهميّة التراث في نحت خصوصيّة الرواية العربية، على حدّ تعبير الرياحي. وقد تشعّب الحوار ليشمل نظرة تحليليّة خالصة عن بعض روايات الأعرج وتحديدًا رواية ''حارسة الظلال'' وشخصية دون كيشوت. واكتمل الحوار بالتطرّق إلى معنى الأدب وارتباطه بالسياسة، ومعنى الرواية، ومدى حضور الفن والتراث والتاريخ في أدب الأعرج. كما خاض ضمنه كل من المحاور والأديب الحديث في أبعاد متنوّعة لقضايا تاريخيّة وأدبيّة وثقافيّة بعمق وتحليل شديد الشفافية والدقة. وقد تم نقل الحوار إلى اللغة العبريّة بترجمة من ريم غنايم. كما نُشر جزء من رواية ''حارسة الظلال'' بالترجمة العبريّة يقابلها النصّ باللغة العربيّة. هذا إلى جانب مشاركة شعراء وشاعرات من الوسطين العربيّ واليهوديّ بنصوصهم، وكتّاب قرّروا إعادة رواية الحكايات من وجهة نظر مختلفة. وقد توّجت قصيدة ''صرخة جيفارا'' للشاعر المصري أحمد فؤاد نجم قسم الشعر في المجلّة، حيث عُرضت باللغتين العربيّة والعبريّة. كما تميّز هذا العدد من المجلّة، بكونه عددًا خاصًا تمّ إهداؤه إلى مدينة يافا. وقد اختار القائمون على المجلّة- وهم مجموعة من الشبّان اليافاويين رواية ''حكاية يافا من وجهة نظر أخرى''، حيث جاءت كلمة العدد حاملة عنوان ''حرب حول حكاية''، يروي فيها هؤلاء الشّبان أبناء مدينة يافا من العرب واليهود تاريخ هذه المدينة وعراقتها وما آلت إليه اليوم، وكيف تمّ قطع صلة المكان العريق بحكاياته وأساطيره.