كثيرا ما تلجأ العائلة الجزائرية في فصل الصيف إلى شواطئ البحر للاستجمام والترفيه عن النفس، وبعضها يفضل استغلال المساحات الخضراء بحثا عن الراحة البدنية والنفسية، ويحبذ آخرون نصب خيامهم على ضفاف الأنهار كواجهة أخرى لاسترجاع الطاقة التي بذلت طوال سنة من العمل. والسؤال المطروح هل للكتاب نصيب في يوميات عطلة الجزائري، التي غالبا ما تكون متزامنة مع هذا الفصل الحار، ومحاولة منا معرفة نوعية الكتب التي يطلبها القارئ خلال هذا الصيف أجرت جريدة الحوار استطلاعا ميدانيا قادها إلى بعض نقاط بيع الكتب المنتشرة بالجزائر العاصمة أسفر على حصر عناوين بعينها يطلبها الزبون الجزائري حسب ذوقه ومستواه الفكري والثقافي. خير الدين بومعيزة: ''مدير مكتبة القرطاسية'' أوضح لنا مدير مكتبة القرطاسية خير الدين بومعيزة أن ثمة عناوين بعينها يكثر عليها الطلب، وتعرف رواجا خلال فترة الصيف حيث سجل كتاب « NORMES COMTAPBLE.. INTER . STAS. IFRS » 90 بالمائة من حجم مبيعات المكتبة وهذا المؤلف عبارة عن تطبيقات قانونية ذات مقاييس عالمية في مجال المحاسبة وتستعمله المؤسسات البنكية والمحاسبين الرئيسيين ثم تليه رواية الأديب العالمي بَاوْلُو كويلو البرازيلي الجنسية بنفس النسبة، إضافة إلى رواية مولود فرعون ومؤلفات الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي، ومذكرات الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، ومذكرات أحمد طالب الإبراهيمي الجزء الثاني الذي صدر مؤخرا لمؤلفه أحمد منصور، وهذان الكتابان، حسب خير الدين يتضمنان معلومات جديدة عن الثورة التحريرية غير معروفة من قبل وقد شد هذا النوع من الكتب حسب مدير المكتبة المذكورة الكثير من الفضوليين ومحبي البحث عن الحقيقة، كذلك كتاب ''لا تحزن'' للداعية عائض القرني حيث أخذ هو الآخر حصة الأسد من نسبة المبيعات على غرار باقي دول العالم، حيث وصل إلى مليون نسخة، وهو مطلوب خاصة الطبعة المترجمة إلى اللغة الفرنسية، إضافة يقول ذات المتحدث إلى كتب في التخصص كالطب والقانون وحوليات مدرسية تشمل كل المواد المقررة حسب المنهج المتبع لوزارة التربية الوطنية والتي تتعلق بأطوار التعليم الثلاثة... كمال علام: ''مسؤول مكتبة ابن خلدون'' من جهته كشف لنا ممثل عن المكتبة الخلدونية كمال علام أن أغلب المبيعات التي سجلتها مكتبته ولازالت خلال هذه الصائفة كانت من نصيب الروائي باولو كويلو وباربرة وود، وأمين معلوف، آسيا جبار، ياسمينة خضرة، بالإضافة إلى الكتب التاريخية التي تروي أحداث الثورة الجزائرية، ومراجع وكتب التي تدخل في تخصص الطالب الجامعي في مختلف الفروع، وكذا حوليات وكتب شبه مدرسية وقواميس في لغات مختلفة، لأن بعض الزبائن يضيف صاحب مكتبة الخلدونية يرون في فصل الصيف فرصة مواتية لشراء مثل هذه الكتب قبل نفادها من السوق مع حلول الدخول الاجتماعي. إبراهيم فراد صاحب مكتبة الإمام علي و إلى ساحة الشهداء كانت وجهتنا الموالية، حيث دخلنا مكتبة الإمام علي المحاذية لمسجد جامع كتشاوة، حيث أكد لنا صاحبها إبراهيم فراد أن أغلب الكتب التي يطلبها القارئ الجزائري خلال هذا الصيف دينية منها خاصة عنوان '' الرحيق المختوم'' و'' تحفة العروس'' وهذه الأخيرة مطلوبة بكثرة في أوساط الشباب الجزائري، وكتب ابن القيم إلى جانب هذه الكتب توجد مؤلفات أخرى بنسب متفاوتة في حجم المبيعات، وهي كتب اللغة العربية والقواميس وكتب القواعد مثل ''النحو الواضح''، ''نهج البلاغة''، ثم تأتي المجموعة الكاملة لقصص المنفلوطي، وروايات نجيب محفوظ، ودواوين شعرية مثل ديوان ''الإمام علي'' و ''بن سهلة'' و''امرؤ القيس'' ويبقى الكتاب ''لا تحزن'' للمؤلف الداعية عائض القرني على حد تعبير فراد المؤلف الأكثر تألقا في هذه الصائفة نظرا لما يتضمنه من حسن التعبير وقوة التبليغ. ولبائعي الكتب على أرصفة شوارع العاصمة رأي مماثل وليس ببعيد عن تلك المكتبات التي زرناها وبالضبط في ساحة موريس أودان بقلب الجزائر العاصمة، تتراءى للمارين بسطات تغطي أرضيات الارصفة وطاولات مصطفة نضدت عليها كتب ومجلات، منها الجديد ومنها القديم، يتيه النظر في تنوع المعروضات، حيث تجد شتى المؤلفات الأدبية والسياسية والعلمية والتكنولوجية ومواضيع شتى تتعلق بشتى المجالات والعلوم واللغة، وكذلك كتب الطبخ والقواميس والكتب المدرسية وشبه المدرسية. وتشهد هذه السوق الصيفية الموازية إقبالا واستحسانا من قبل الزوار، نظرا لرحابة أجوائها ولزهد اسعارها، أحد الباعة في هذه السوق وهو بوضاوي رضا حدثنا طويلا عن نوعية الكتب التي يحبذ الجزائري مطالعتها موضحا أن العنصر النسوي هو أكثر من يرتاد هذه السوق، أما الرجال فهم قليلون. وعن نوعية الكتب المطلوبة بكثرة في فترة الصيف لاحظ رضا أن الروايات العاطفية والرومانسية للروائيين العالميين مثل الروائية BARBARA CARTLAND، إضافة إلى كتب أخرى لا تقل أهمية وهي متفاوتة الدرجة من حيث نسبة المبيعات التي يسجلها يوميا كما أضاف. أما أحمد صاحب طاولة لبيع الكتب في نفس السوق فقد أكد لنا أن معظم المبيعات التي تم تسجيلها على مستوى طاولته خلال هذا الفصل تتمثل في روايات لكبار الكتاب العالميين المشهورين في الوسط الثقافي العالمي أمثال: أرنست همينغواي، إضافة إلى قواميس للمبتدئين بلغات مختلفة أهمها الإنجليزية والإسبانية والألمانية. الاستنتاج: كشفت الإحصائيات المستنبطة من خلال هذا لاستطلاع العام الذي قامت به جريدة الحوار لمعرفة نوعية قراءات الجزائريين في فصل الصيف أن 90 بالمائة من جملة المبيعات التي سجلت على مستوى نقاط بيع الكتب المتواجدة بالجزائر العاصمة، سواء منها العامة أو الخاصة وكذا بائعي البسطات الارضية وسوق الكتب التي حطت رحالها بساحة موريس أودان بالعاصمة ككل صائفة، تتمثل في روايات كتَّاب عالميين وعلى رأسهم الأديب العالمي البرازيلي الجنسية ''باَوْلُو كوِيلُو'' الذي تعرف روايته ''l alchimiste'' رواجا ملحوظا لدى القارئ الجزائري لتأتي الروائية بابرة وود في المرتبة الثانية في سلم الترتيب بنسبة 80 بالمائة بالإضافة إلى ثلة من روائيين آخرين صنفوا في سلم المبيعات بنسب متفاوتة مثل أمين معلوف، آسيا جبار، ياسمينة خضرة، مولود فرعون، أرنست همينغواي وBARBARA CARTLAND، وdune weal وكذا مجموعة قصص المنفلوطي، وروايات نجيب محفوظ. كما كشف الإستطلاع أيضا أن أغلب أعضاء مجتمع البحث الذين تم استجوابهم خلال هذه العملية، أكدوا أن القارئ الجزائري لا يتوقف عن القراءة حتى في عز حرارة الصيف رغم أسعار الكتب الملتهبة والتي لا تتماشى في أغلب الأحيان مع القدرة الشرائية للمواطن العادي. من جهة ثانية أكدت لنا العينة المبحوثة أن الجيل الجديد صار يبحث عن أصول وحيثيات الثورة التحريرية، ويجتهد للحصول على القدر الكافي من المعلومات والشهادات الحية، خاصة تلك التي تصدر من أفواه الشخصيات، التي صنعت أحداث تلك الملحمة التاريخية، وهو ما يؤكد تهافت هؤلاء القراء على اقتناء المذكرات التي تروي حكاية بطل ما وعلاقته بالثورة ومكانته فيها في وقت توانى فيه مؤرخون جزائريون عن كتابة تاريخ الثورة التحريرية بطريقة تشفي غليل المتعطشين لمعرفة حقائق تاريخية كثيرة، وهذه المذكرات جاءت لتلبي رغبة القارئ في الاطلاع على أسرار تلك الثورة التي تكتسي طابعا عالميا، نظرا للحبكة الفنية التي نسجت بها خيوط القضية الجزائرية، ومن بينها مذكرات ''أحمد بن بلة'' و''أحمد طالب الإبراهيمي''، وقد وصلت نسبة مقروئية هذه المذكرات إلى 70 بالمائة، لما حواه من معالجة روحانية رائعة للعديد من الهموم البشرية، حيث نسخ منه أكثر من مليون نسخة عبر العالم، ليأتي بعدهكتاب ''تحفة العروس'' الذي يتهافت عليه الشباب المقبلون على الزواج، لما وجدوا في هذا المؤلف من أساسيات العلاقة التي تربط المرء بزوجه في إطار المبادئ الإسلامية والأخلاق والقيم العليا، إضافة إلى كتب أخرى لابن القيم وكذا كتب اللغة العربية منها ''النحو الواضح''، ''نهج البلاغة'' ودواوين شعرية تتضمن روائع الشعر العربي مثل ديوان ''الإمام علي ''و ''بن سهلة'' و''امرؤ القيس''. كما سجل بائعو الكتب بالعاصمة نسبة جيدة في عملية بيع الكتب شبه المدرسية والقواميس المخصصة للمبتدئين في شتى اللغات.