درست سرا وخفية عن والدها وعن بقية أفراد عائلتها المنحدرة من شرق السودان المعروف بتقاليده الغريبة والرافضة لتعليم الفتيات. وتميزت سميه أحمد محمد عبد الله عن بقية بنات سنها بالرغم من التحاقها بمقاعد الدراسة في مرحلة متأخرة، فكانت محل ثقة مديرة المدرسة التي فتحت أمامها سبيل النجاح، إلى أن بلغت بعزيمتها وإصرارها أعلى الدرجات العلمية. وهي تحضر اليوم لرسالة دكتوراة حول حقوق المرأة اللاجئة في المواثيق الدولية وحقوق الشريعة الإسلامية، تحت إشراف جامعة إفريقيا العالمية. ولدت وترعرعت في ولاية كسلا منطقة شرق السودان سنة ,1964 إلا أنها متشبعة بثقافة متفتحة ومحبة للعلم ولطلابه، ناضلت لبلوغ مستوى الحياة الكريمة التي لا تهضم فيها حقوق المرأة التي كفلها لها الدين الإسلامي من تعليم وحرية اختيار الزوج، شجاعتها جعلت منها المرأة الوحيدة المتعلمة في عائلتها وفي قبيلتها من بنات جيلها، تريد تغيير المعتقدات والعادات والتقاليد البالية لمنطقة شرق السودان لتحرير الفتيات منها، ترفض أن تعاني بناتها ما عانته ولازالت تعانيه الكثير من فتيات المنطقة، تغرس فيهن روح التفتح على المجتمعات والشعوب الأخرى مع الالتزام بدينهن وتطبيق ما جاءت به تعاليم الشريعة الإسلامية. رفضت زوجها وكسرت أهم ركيزة في عادات منطقتها تدرجت في سلم نيل الشهادات التعليمية وتفوقت في جميع المجالات، فكانت أول امرأة من بنات أفراد عائلتها تتخطى عتبة المدرسة في سن السادسة، السن التي كان من المقرر لها فيها أن تدخل الحياة الزوجية مثلما تقتضيه العادات ومثلما قرره والدها، فصنعت الاستثناء بقوة شخصيتها في سن جد مبكرة واستطاعت أن تقول ''لا .. لا أريد الزواج في مثل هذه السن'' وتقف وقفة المناضلة ضد تقاليد أغرقت أهل المنطقة في جهل لم تتمكن أي واحدة من بنات جنسها الفرار منه. تركت المنزل عندما تم إبلاغها أنها ستتزوج من ابن عمها صاحب الأربعين سنة وهي التي لم يتجاوز عمرها الست سنوات بعد، وبعد جهد وعناء طويلين من البحث عن فلذة كبده ذات الشخصية القوية، قطع والدها عهدا أمام الجميع أنه لن يزوجها فما يهمه هو أن تكون ابنته في حالة جيدة وتعود إلى أحضان أهلها، فعادت سمية إلى المنزل، وأظهرت جانبا آخر من جوانب شخصيتها الفذة، حيث أتقنت فن التفاوض في مثل تلك السن المبكرة وراحت تعرض على ابن عمها شروطها لقبول الزواج به ، فقالت له ''أقبل الزواج بك بشرط واحد إذا سمحت لي التعلم في المدرسة''. أعجب ابن عمها بشخصيتها ووعدها أنه لن يطلبها مرة أخرى للزواج فكان لها ذلك. وانتقلت لتعيش في بيت أخوالها وجدها لتشاء الصدف أن تتعطل في يوم من الأيام سيارة إحدى مديرات المدارس الابتدائية أمام منزل جدها، فتطلب منها وهي تلعب بالشارع أن تساعدها، وتفاجأت المديرة وهي تعرف من خالة الفتاة أنها لا تزاول الدراسة لأن أهلها يرفضون ذلك، فأصرت على إلحاقها بصفوف مدرستها، فكانت الحلقة الأولى في مشوار سمية أحمد محمد عبد الله المتميز. شهادتا ليسانس ... ماجستير... وتحضر للدكتوراة تحصلت سمية أحمد على شهادة ليسانس في علم نفس من جامعة صنعاء سنة ,1990 وأتبعتها بنيل دبلوم وسيط دعوة وإعلام من معهد البحوث وتدريب الدعاة بالخرطوم سنة ,1994 ثم ليسانس دعوة وإعلام من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان سنة .1997 وحصلت على دبلوم عالٍ من معهد دراسات الكوارث واللاجئين بجامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم سنة ,1999 كما واصلت دراستها إلى أن تحصلت على ماجستير من معهد دراسات الكوارث واللاجئين بإفريقيا العالمية السنة الماضية، وتحضر اليوم لنيل شهادة دكتوراة تحت الإشراف من جامعة إفريقيا العالمية . شاركت في العديد من الدورات التدريبية كدورة في علوم الحاسوب، الإسعافات الأولية، الدفاع المدني، ودورة في تصميم وكتابة مقترح مشروع، دورة في التخطيط الاستراتيجي، دورة في التمويل، دورة في الإدارة، التوعية من مخاطر الألغام، إعداد التقارير، دورة في الاتفاقيات الدولية دورة في القانون الدولي، دورة في التنمية المستدامة، دورة في أنجح الأساليب لفض النزاعات ودورات أخرى في كل من الترويج لعملية السلام، الصحافة والنوع، البروتكولات والمراسم. ولم تقتصر نشاطاتها على المشاركة في الدورات وإنما كانت لها كتابات وأوراق عمل حول إشكالات الأطفال في ظل الحروب والنزاعات، دور المرأة فى التنمية، الطفولة المشردة وأثرها على المجتمع، حقوق الأطفال المشردين في التشريعات السودانية، حماية الاطفال في القانون الدولي وغيرها.تقلدت العديد من المهام أهمها أمين عام أصدقاء المنظمة العالمية للمسلمات، سكرتير عام أصدقاء الأيتام ''كسلا''، مدير تنفيذي لجمعية دعم المرضى، أمين عام دار المؤمنات الخرطوم، عضو إدارة معسكر بذرة خير (سجن أم درمان +إصلاحية الجريف ) سنة 1994 ، دائرة الإعلام الاتحاد النساء الإسلامي، مسؤول التدريب بالمجلس السوداني للمنظمات التطوعية، المدير التنفيذي لجمعية السنارة للتنمية والتأهيل، المدير التنفيذي لمركز المؤتمرات للتدريب والتنمية البشرية. كما تنتسب من حيث العضوية لعدة شبكات وجمعيات سودانية ودولية فهي عضوة في أكثر من 34 منظمة داخل وخارج السودان.