أظهرت النتائج الأولية الكاملة للانتخابات البرلمانية العراقية فوز الائتلاف العلماني الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، لكن السباق المتقارب ينبئ بمحادثات طويلة ومثيرة للخلاف لتشكيل حكومة جديدة. وحصلت كتلة العراقية متعددة الطوائف بزعامة علاوي على 91 مقعدا يليها ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي وحصل على 89 مقعدا وهي النتيجة التي سلطت الضوء على الهوة الطائفية في العراق عقب انتخابات يأمل العراقيون ان تساعد بلدهم على الاستقرار بعد سنوات من الحرب. وقال علاوي في تعليقات مقتضبة عبر التلفزيون انه سيمد يده ويفتح قلبه لكل الجماعات، وكان علاوي وهو شيعي علماني قد تولى رئاسة الحكومة العراقية في 2004-2005 وكان احد المنتقدين بشدة لإيران لتدخلها في العراق، ووعد بأنه سيتعاون مع كل من يريد المشاركة في بناء العراق للقضاء على النزعات الطائفية السياسية، وبعد نحو ثلاثة أسابيع على انتخابات السابع من مارس ظهرت النتائج الأولية النهائية هيمنة المالكي على بغداد المنقسمة عرقيا ودينيا والمحافظات الشيعية في الجنوب بينما هيمن علاوي على المحافظات الشمالية والغربية ذات الأغلبية السنية. من جهة أخرى نجحت ''المحكمة الإدارية'' في أن تغيّر القانون الخاص بمن يشكّل الحكومة رئيس القائمة الفائزة أم التحالف الذي يمتلك الكتلة الأكبر في البرلمان، وحسمت الأمر لفائدة ''التحالف'' الأكبر، أي على هوى المالكي والتكتلات الشيعية الطائفية حسب العديد من الخبراء، مع الإشارة إلى أن القانون المذكور تم تغيير صبيحة الجمعة ''أي ساعات قبل إعلان النتائج'' وفق ما أشار إلى ذلك عضو قائمة ''دولة القانون'' عزت الشهبندر، وقال مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية العليا في العراق في بيان صحفي نشر السبت إن رئيس الجمهورية المنتخب سيتولى تكليف مرشح الكتلة التي أصبحت مقاعدها النيابية في الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد أكثر عددا من الكتل الأخرى بتشكيل الحكومة المقبلة. وكانت كتلة العراقية بزعامة اياد علاوي قد فازت بنتائج الانتخابات العراقية ب91 مقعدا تلتها قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي ب89 مقعدا فيما حلت قائمة الائتلاف الوطني العراقي ثالثة ب70 مقعدا والتحالف الكردستاني رابعا ب43 مقعدا. ويتفاوض الائتلاف الوطني العراقي للتحالف مع ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، وقال المالكي انه في طريقه لتشكيل اكبر تكتل في البرلمان، ويضم الائتلاف الوطني العراقي رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر الذي يدرس في إيران حاليا، لكن أي محاولة لتهميش علاوي خلال مفاوضات محفوفة بالمخاطر قد تستغرق أسابيع او شهورا لتشكيل حكومة جديدة يمكن أن تؤدي الى استياء السنة الذين غابوا عن الحياة السياسية عندما وصلت الأغلبية الشيعية في العراق الى السلطة بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في ,2003 وكان العنف الطائفي قد تفجر بعد الانتخابات السابقة في 2005في الوقت الذي تطلب فيه من الساسة للاتفاق على حكومة أكثر من خمسة أشهر، وهنأت الولاياتالمتحدة العراق على إجراء انتخابات ناجحة وأشارت الى ان المراقبين الدوليين والمحليين لم يرصدوا أي علامات على حدوث تلاعب واسع أو خطير، وقال بي، جيه كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية ''يمثل هذا حدثا هاما في التطور الديمقراطي المستمر في العراق''، لكن المالكي قال انه يعتقد ان النتائج ليست نهائية، وقال في مؤتمر صحفي إن ائتلافه لن يقبل بالتأكيد هذه النتائج، ومثلت النتائج التي اعلنت الجمعة 100 في المئة من الفرز المبدئي لاصوات الناخبين لكن النتائج النهائية يجب أن تصدق عليها المحكمة. وستراقب واشنطن عن كثب الفراغ المحتمل في السلطة وعدم الاستقرار المحتمل خلال مفاوضات تشكيل تحالف في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأمريكي لإنهاء عملياته القتالية رسميا بحلول الأول من سبتمبر سحب قواته بنهاية ,2011 كما ستتابع شركات النفط العالمية التي وقعت عقودا بمليارات الدولارات لتطوير حقول النفط العراقية