تؤدي ليندا شعيب الممثلة المسرحية الجزائرية الأصل المولودة والمقيمة في باريس، أصعب الأدوار بمهارة فائقة وتتنكر من دون صعوبة في شخصيات تنتمي إلى القرون الماضية، ويساعدها في ذلك وجهها البشوش القابل للتعبير عن كل أنواع المشاعر بسهولة ظاهرية خادعة، ولذا تعثر على أدوار حلوة في أعمال فرنسية كلاسيكية من تأليف موليير وجورج فيدو، ومسرحيات لمؤلفين عرب مثل ''في عمري لا أزال أختبئ كي أدخن'' للجزائرية ريحانة، وآخر أعمالها ''زوم'' الذي يتم عرضه حالياً في مسارح عدة في الضواحي الباريسية قبل الاستقرار فوق خشبة في العاصمة في المستقبل القريب. لا تكتفي شعيب بالعمل المسرحي على أنواعه، فهي تسجل أغنيات بصوتها ولا تكفّ عن قراءة سيناريوات الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي تصلها في شكل دوري جداً منذ أن كونت لنفسها شعبية جيدة بفضل المسرح تحديداً. ولكنها لا ترمي بنفسها في أحضان أول تجربة أمام الكاميرا لمجرد أن تمد نجاحها المسرحي إلى السينما والتلفزيون، فهي تعترف بأنها ليست في عجلة من أمرها بالمرة في هذا الشأن، ولا توافق إلا على الأدوار التي تثير دهشتها لدى قراءة السيناريوات أصلاً، وهي لا تتردد عن قبول دور صغير في عمل جيد يستحق اهتمامها، تماماً كما ترفض أي دور كبير ورئيسي في فيلم إذا لم يعجبها مضمونه. وأجمل فيلم ظهرت فيه شعيب حتى الآن عنوانه ''القط الصغير مات''، وهو تناول في شكل كوميدي الجهود التي يبذلها المغترب العربي في فرنسا من أجل أن يتأقلم مع البلد الذي يعيش فيه ويتعلم تاريخه وثقافته. ويرمز عنوان الفيلم إلى عبارة شهيرة جداً مأخوذة من نص مسرحي فرنسي كلاسيكي، تسعى بطلة الحكاية إلى تعلمها على النحو الأفضل من أجل أن تبدو مثل الفرنسيات، ولو في طريقة التفوه بالكلمات. وإن كان الفيلم من النوع الفكاهي فهو تعرض في مضمونه إلى حقيقة اجتماعية ليست ضاحكة بالمرة. وفاز هذا العمل بجوائز عدة في العديد من المناسبات السينمائية. شعيب فنانة متعددة المواهب، فإلى التمثيل والغناء، تجيد العمل كمساعدة في الإخراج المسرحي، وهي تمارس هذه المهارة بين حين وآخر في أعمال تشارك أيضاً فيها كممثلة.