خلال الأيام الأخيرة أدركت بيقين مدى حكمة ونباهة وزير التربية الذي حافظ على قطاعه من الاضطراب والتسيب، لاسيما وأنه ''قاري في الروس''، حتى يخيل للموظفين في قطاعه أنهم أمام واحد من شاكلة ''بوتين''، بل إنه كثيرا ما يقال عنه في هذا الوسط أنه من أقريائه والعهدة على الرواة، وناقل الكفر ليس بكافر. وقد عادت بي الذاكرة وأنا أتابع غضبة الشارع التايلاندي على حكومة بلاده إلى بدايات الموسم الدراسي، وتلك الضجة التي صاحبت تعليمة توحيد مآزر إناث وذكور القطاع التربوي، -مع العلم أن الأساتذة غير معنيين بتصنيف الإناث والذكور-، بعد أن طلب من الذكور ارتداء اللون الأزرق بينما استفادت الإناث من اللون الوردي أو الأحمر لا أذكر جيدا، حتى إن كثيرين اتهموا الوزير بن بوزيد بالتغريب، ورمي المدرسة الجزائرية في أحضان فرنسا الاستعمارية التي ندندن على وتر مطالبتها بالاعتذار عن ماضيها القاسي والدامي في بلادنا، على أساس أن اللونين الحمر والأزرق لونا العلم الفرنسي، بينما ذهب آخرون إلى أن القضية لا علاقة لها بفرنسا وإنما هي أقرب إلى موسكو لاعتبارات عديدة منها القرابة. المهم من كل ما سبق أن هذين اللونين كانا نذير شؤم على قطاع التربية الذي دخل في اضطرابات لا حد لها، حتى أخرج لهم الوزير ما أعرف وتعرفون، ومنها أدركت مدى حكمة الوزير الذي اختار هذين اللونين، وقلت مسائلا نفسي ماذا لو اختار اللون البرتقالي؟ حتما كان سيكون وضع القطاع كوضع تايلاندا الآن، والحمد لله أن الله سلم، وتلك وشوشة على ضفاف يوم العلم، ومن لم يصدق فعليه بالاستماع لأغنية ''يا بلارج يا طويل القايمة''.