أعلن أمس ممارسو الصحة العمومية والأخصائيون عن حركة احتجاجية موحدة مع النقابات المستقلة للتربية، وفيما أكدوا أن توقيف سلسلة الاعتصامات المنظمة كل يوم سبت على مستوى مستشفى مصطفى باشا مرتبط باحتواء مسؤولي وزارة الصحة لانشغالاتهم المهنية والاجتماعية، حيث كشفوا عن ممارسات إدارية لا تزال تلاحقهم مع أنهم أوقفوا الإضراب عن العمل. لم يتخلف أمس ممارسو الصحة العمومية والأطباء الأخصائيون عن اعتصامهم المعول عليه كل يوم سبت بمستشفى مصطفى باشا بعد أن علقوه لأكثر من شهر، حيث حضروا بقوة من مختلف ولايات الوطن، واضعين شارة سوداء تترجم لون وضعهم المهني والاجتماعي. وقد حُوّط مستشفى مصطفى باشا بقوات حفظ الأمن من كل الجهات ما منع المعتصمين من الخروج إلى الشارع، مكتفين بالتجمع على مستوى المستشفى لينظموا منتصف النهار مسيرة مصغرة جابوا وصالوا بها أرجاء المستشفى. وأكد محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين أنهم سيواصلون حركتهم الاحتجاجية وأنهم لن يرجعوا عن خيار الاعتصام على مستوى المقرات الرسمية إلا إذا التزمت الوزارة الوصية بوعودها، مستهجنا الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الوصية مؤخرا من خلال الخصم من الرواتب، معتبرا إياها نوع من أنوا ع الضغوطات الممارسة عليهم للتوقف عن الإضراب. وعاود رئيس النقابة دعوته لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات سعيد بركات التعجيل بالتدخل من خلال فتح قنوات حوار جادة وقادرة فعلا على النزول عند الانشغالات المهنية والاجتماعية للقاعدة العمالية. معلنا أن الضغط لن يولد الانفجار وأنهم لا محالة سيوحدون الحركة الاحتجاجية مع النقابات المستقلة للتربية. كاشفا في هذا السياق عن اجتماع سيتم عقده غدا الإثنين مع النقابات المستقلة للتربية لأجل مناقشة مختلف القضايا من ضمنها خيار الذهاب نحو إضراب موحد. وما أكده الياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية أنه سيتم في خضم هذا الأسبوع عقد اجتماع بين نقابات الصحة والتربية، يتناولون فيه مختلف قضاياهم وفي مقدمتها خيار الاحتجاج الموحد، مؤكدا مواصلة اعتصامهم لأجل لفت انتباه الوزير سعيد بركات وحمله على التدخل العاجل لفض النزاع والنزول عند تجسيد مطلب إشراكهم في جلسات المفاوضات حول المنح والعلاوات، متسائلا عن أسباب الصمت المطبق من قبل سعيد بركات وأسباب تقليله لحركتهم الاحتجاجية، في الوقت الذي يجب أن يفتح الباب أماهم ويوقف أي انزلاقات محتملة الوقوع في أي وقت. ولفت إلياس مرابط إلى أنهم مواصلون في مقاطعة الجلسات على اعتبارهم يرفضون المشاركة في اجتماعات جوفاء وشكلية وعلى اعتبارهم يشترطون للعودة إلى طاولة المفاوضات وضع كل ملفاتهم العالقة في مقدمة النقاشات الجدية القادرة على غلق باب النزاعات. كاشفا أن الضغوطات لا تزال تلاحقهم مع أنهم أوقفوا الإضراب عن العمل.