أعلن أمس ممارسو الصحة العمومية والأخصائيون أنهم سيصعدون حركتهم الاحتجاجية من خلال تحديد رزنامة طويلة لسلسلة الاعتصامات المعول تطبيقها على أرض الواقع على مستوى المقرات الرسمية، تأكيدا على ضرورة احتواء كل انشغالاتهم المهنية والاجتماعية. واستأنف أمس ممارسو الصحة العمومية ونقابة الأطباء الأخصائيين اعتصامهم على مستوى مستشفى مصطفى باشا بعد أن علقوه لأكثر من شهر، باستجابة واسعة للمنخرطين في النقابتين، جاءوا إلى مكان الاعتصام من مختلف ولايات الوطن، رافعين رايات كلها تطالب بوجوب احتواء انشغالاتهم المهنية والاجتماعية في مقدمتها إعادة النظر في بعض بنود القانون الأساسي. وقد حُوط مستشفى مصطفى باشا بقوات حفظ الأمن من كل الجهات ما منع المعتصمين من الخروج إلى الشارع، مكتفين بالتجمع على مستوى المستشفى لينظموا منتصف النهار مسيرة مصغرة جابوا وصالوا بها أرجاء المستشفى. وأكد محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين أنهم سيواصلون حركتهم الاحتجاجية وأنهم لن يرجعوا عن خيار الاعتصام على مستوى المقرات الرسمية إلا إ ذا التزمت الوزارة الوصية بوعودها، مستهجنا الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الوصية مؤخرا من خلال الخصم من الرواتب، معتبرا إياها من أنواع الضغوطات الممارسة عليهم للتوقف عن الإضراب، لكنها في الوقت نفسه مثلما يرى رئيس النقابة فإنها لن تضر قناعتهم ولن تعيدهم لنقطة الصفر ولن تجوعهم، سيما وأن مطالبهم شرعية باعتراف كل التشكيلات السياسية وحتى الوصاية، متسائلا عن الطريقة العشوائية التي تعمدها في فض النزاع والجلسات التي تعقد معهم دون جدوى. وعاود رئيس النقابة دعوته لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات سعيد بركات التعجيل بالتدخل من خلال فتح قنوات حوار جادة وقادرة فعلا على النزول عند الانشغالات المهنية والاجتماعية للقاعدة العمالية. معلنا أن الضغط لن يولد الانفجار وأنهم لا محالة سيوحدون الحركة الاحتجاجية مع النقابات المستقلة للتربية. من جهته أعلن الياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية أنه سيتم في خضم هذا الأسبوع عقد اجتماع لأجل تحديد رزنامة الاعتصامات المعول عليها بعد أن أوقفوا الإضراب والذي لم يتجاهل الحد الأدنى للخدمات، مؤكدا مواصلة اعتصامهم لأجل لفت انتباه الوزير سعيد بركات وحمله على التدخل العاجل لفض النزاع والنزول عند تجسيد مطلب إشراكهم في جلسات المفاوضات حول المنح والعلاوات، متسائلا عن أسباب الصمت المطبق من قبل سعيد بركات وأسباب تقليله لحركتهم الاحتجاجية، في الوقت الذي يجب أن يفتح الباب أماهم ويوقف أي انزلاقات محتملة الوقوع في أي وقت، مؤكدا أن الوزير إذا تعاطى مع حركتهم الاحتجاجية بايجابية فإنه سيكسب الكثير وسيغلق الباب أمام تعفن القطاع. ولفت الياس مرابط إلى أن الجلسات لم تأت ثمارها ما دفعهم لمعاودة الاعتصام أمام المقرات الرسمية لحملها على أخذ مطالبنا المهنية والاجتماعية على مأخذ الجد ووضع نهاية لمأساتنا. كاشفا عن الضغوطات الممارسة عليهم وعلى سبيل المثال ذلك البيان الذي بلغهم من إدارة مستشفى حسان بادي يستفسرهم عن سبب تأخر العمليات الجراحية، معتبرا البيان تقليل من شأن إضرابهم عن العمل وتجاهل لحركتهم الاحتجاجية ومحاولة لثني زملائهم عن الالتحاق بالاعتصام.