في أول رد فعل من جانبها على التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة على خلفية اتهامات لقادة دولة الاحتلال زعموا فيها أن دمشق زودت حزب الله اللبناني بصواريخ ''سكود''، قالت مصادر مقربة من القيادة السورية إن الجيش السوري لن يقف متكوف الأيدي أمام أي تهور تقوم به قوات الاحتلال من شأنه المساس بأمن البلاد، كاشفة في الوقت نفسه عن ما يمكن وصفه ب ''سيناريو أي حرب قادمة ضد إسرائيل''. وأضافت المصادر، أن تهديدات دولة الاحتلال بإرجاع دمشق إلى العصر الحجري، جاءت لعدم إدراكها تفاصيل جهوزية القوات السورية الضاربة، والمقدرة التي وصلت اليها الترسانة السورية وأسلحتها الصاروخية المتطورة، لمواجهة أي حرب محتملة قادمة ضد إسرائيل. وتابعت ''صحيح أن إسرائيل سيطرت على مستوى التهديدات العسكرية وتوقيت نشوب أي حرب مستقبلية ضد سورية وحزب الله، وهي تعتبر ان جهوزيتها عالية جداً من خلال المناورات والاستعدادات القتالية على جميع الأذرع (بر، بحر، جو، امن... ) المختلفة لديها، لكن الأصح أيضا أن سورية لم تكن تتفرج ولم تضيع وقتاً''. ولفتت المصادر في حديثها لصحيفة ''الراي'' الكويتية في عددها الصادر امس السبت، إلى ''أن سورية عملت جاهدة لإقصاء مشاريع التسوية التي أنتجتها إسرائيل وكان القصد منها إسقاط عناصر القوة العربية، بدءاً من كامب ديفيد وصولاً إلى أوسلو ومروراً بوادي عربة، وبذلك استطاعت سورية، ومن خلفها إيران ودعم حزب الله لها والقوى الأخرى كحماس والجهاد، بناء جدار صلب من الممانعة قادر على الصمود بوجه اسرائيل وحلفائها''، وقالت ''انه رغم ان سورية لم تكشف عن قدراتها العسكرية وكانت خارج دائرة الحرب منذ العام ,1973 فهي لم تكن يوماً مكتوفة الأيدي، بل عملت وما زالت على مراكمة الخبرات وعلى مواكبة التطورات في الميدان الصاروخي والعسكري، إضافة إلى أساليب القتال المتعددة، خصوصاً بعد حرب جويلية ,2006 والتي أنتجت مدرسة قتالية جديدة اتبعها حزب الله بنجاح ضد اسرائيل، وكان من نتائجها تطوير سورية لأساليبها وابتعادها عن المنهج الكلاسيكي القديم''. و كانت صحيفة ''صانداي تايمز'' البريطانية كشفت في وقت سابق أن إسرائيل وجهت تهديدا حاسما للسلطات السورية، بشن ضربات مدمرة على المنشآت السورية تعيدها الى العصر الحجري، اذا أطلق حزب الله صواريخ ''سكود'' على دولة الاحتلال، كما تضمن التهديد الإسرائيلي، ان إطلاق صاروخ باليستي واحد من طراز ''سكود'' من الأراضي اللبنانية سيكون كافيا لشن ضربات فورية وسريعة مدمرة على سورية، تطال محطات الطاقة والموانئ والمنشآت الحيوية والبنى التحتية، من شأنها إعادتها الى العصر الحجري، حسبما نقلت الصحيفة البريطانية عن الوزير الإسرائيلي، كما هدد وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك كلا من لبنان وسورية ب ''كسر الاستقرار والهدوء''، إذا تم نقل صواريخ ''سكود'' إلى حزب الله اللبناني، وقال باراك، اثناء زيارة لقاعدة عسكرية إسرائيلية، إن نقل صواريخ نوعية كهذه إلى لبنان يعتبر من جهة إسرائيل خرقا فظا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ,1701 وخلخلة في التوازن العسكري في المنطقة.