كشفت دراسة أجريت في سوريا ان الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الحديثة يفقد الطفل قدراته الإبداعية جراء حصوله السهل على المعلومة وتقلص علاقته بمحيطه الاجتماعي. وتقول الدراسة التي أجرتها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية إن الاستخدام الخاطئ لوسائل التكنولوجيا الحديثة ممثلة بالتلفزيون والكمبيوتر وألعاب الأطفال والهاتف المحمول ''الموبايل'' من قبل الأطفال واليافعين ينطوى على مظاهر ذات خطورة عالية على مستخدميها تطال مختلف المستويات النفسية والبدنية والاجتماعية للطفل ولليافع. وأشارت الدراسة الى أن الهاتف المحمول يتسبب بجملة من المخاطر الاجتماعية والسلوكية التي لم يحسن حتى اليوم تقديرها والبدء بمعالجتها مبينة أن الاستخدام المتكرر للموبايل من قبل الأطفال يعمل على هدر وقتهم وإشغال ذهنهم عن التحصيل الدراسي واجتذاب رفاق السوء واكتسابهم عادات سيئة ولاسيما مع وجود تقنيات الكاميرا والأستوديو والبلوتوث في الجهاز والتي تحتمل الكثير من الاستخدامات اللاأخلاقية. وأضافت الدراسة أن علماء النفس يؤكدون أن اقتناء الطفل للموبايل في سن مبكرة ودون مراقبة يؤثر بشكل كبير على تكوين شخصيته ويجعله أنانيا ويحد من مواهبه الفردية. وفيما يخص التلفزيون لفتت المختصون إلى أن الاضطراب النفسي والقلق الداخلي أبرز المظاهر المرضية الخطيرة التي تؤدي إليها مشاهدة برامج الترفيه والتسلية على التلفزيون لدى الأطفال. وبينت الدراسة أن الاستخدام غير المدروس للكمبيوتر من قبل الطفل يتسبب باضطراب عادات النوم لديه وإصابته بالسمنة إلى جانب انحسار تواصله الاجتماعي. كما أن للألعاب الإلكترونية تأثير ضار على الطفل يبدأ بإصابته بأمراض الرقبة والظهر والأطراف ونوبات الصرع بالإضافة الى تعميق النزعة العدوانية لدى الطفل والترويج لأفكار مفسدة لعقله واكتساب ثقافات غريبة ما تؤدي كذلك إلى الكسل والخمول والعزلة وفقدان القدرة على التفكير الحر وضعف التحصيل الدراسي.