يعيش سكان حي بوحدة عبد القادر رقم '' 43 '' ماريانو الواقع ببلدية حمر العين بالجنوب الغربي الذي يبعد على مسافة 5,1 كلم من مقر البلدية، واقعا متدهورا منذ عدة سنوات، ولم يغير المنتخبون الذين توافدوا على البلدية من معاناة السكان التي تزداد حالتهم سوءا سنة وراء سنة. وبهذا الصدد يعاني سكان الحي الذي يبلغ تعداده 900 نسمة من مشاكل عديدة عكرت صفو يومياتهم التي تتسم بالغبن والتهميش بعدما عجز الرؤساء الذين توافدوا على البلدية عن التكفل بانشغالات سكان أكبر حي في البلدية. ومن جملة ما يعانيه قاطنو الحي هو غياب النقل المدرسي، حيث يضطر صغار التلاميذ إلى قطع حوالي 2 كلم مشيا على الأقدام في ظروف مناخية قاسية خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يضطر أكثر من 200 تلميذ ابتدائي من غياب النقل وهو الأمر الذي أثر على التحصيل الدراسي الجيد لعدد من المتمدرسين الذين تدنت علاماتهم بسبب التأخرات عن الالتحاق بمقاعد الدراسة، مما أجبر البعض منهم التوقف عن الدراسة في سن مبكرة حسب تصريحات رئيس جمعية الحي الذي أكد أن شريحة واسعة من الشباب تم تسريحهم من المدارس لأسباب ومعاناة ماتزال قائمة لحد اليوم والتي طالب ممثلو السكان بتغييرها منذ الثمانينات. كما يشكو الشباب من البطالة والتهميش رغم توافد عدد لا بأس به من حاملي الشهادات الجامعية الذين لم يجدوا مشاريع تنموية لاستقطاب كفاءاتهم وقدراتهم رغم الطلبات المتكررة والأطنان من الملفات التي أودعوها لدى مختلف المصالح والإدارات والتي لم تجد آذانا صاغية، مما حولهم إلى بعض الأنشطة المعاشية الظرفية كالعمل في المجال الفلاحي والبناء لكسب لقمة العيش، وتوجه البعض الآخر إلى العمل في المناطق الحضرية البعيدة، وما يزيد الطين بلة هو غياب المرافق الترفيهية والحوارية خاصة بعدما سلب منهم الملعب الذي كان شباب الحي يلجأؤن إليه لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية التي من شأنها الترويح عن النفس، حيث استغلته شركة تركية متخصصة في استغلال المحاجر. هذه الأخيرة حولت يوميات السكان إلى جحيم حقيقي بعدما أصبحت تلجأ إلى استعمال المتفجرات بكميات ضخمة وفي أوقات متأخرة، حيث أحدث دوي تلك الانفجارات وقوتها تصدعات كبيرة في جميع بيوت التجمعات السكانية المحيطة بالمحجرة، إذ تفيد تصريحات السكان المتضررين أن الكثير من العائلات هجرت مساكنها هربا من الفزع الذي يعاني منه أطفالهم وإصابة الكثير من السكان بمختلف أعمارهم بأمراض الحساسية والربو نتيجة استنشاق الغبار الكثيف الذي ينتشر على مسافات شاسعة معرضا صحة المواطنين إلى أخطار صحية بالغة. ------------------------------------------------------------------------ ..وانعدام الإنارة العمومية يقلق السكان ------------------------------------------------------------------------ وفي إطار مماثل يفتقر الحي إلى الإنارة العمومية رغم استفادة الأحياء المجاورة منها، إضافة إلى السكن الريفي الذي لا تزال الأشغال به على مستوى الأرضية رغم مرور عام كامل على انطلاقته، إذ تتحجج جميع المقاولات التي تداولت عليه على صعوبة وقساوة الأرضية رغم إصرار المصالح التقنية للبلدية على اختيارها لاحتضان المشروع الذي لازال يراوح مكانه، كما استفسر عن مصير 15 وحدة سكنية ريفية علما أن المشروع يضم25سكنا، حيث لم تسلم للحي سوى حصة 10 سكنات فقط، هذا وطالب سكان الحي بالربط المباشر بشبكة المياه الصالحة للشرب عبر القناة الرئيسية التي تمون البلدية، حيث اكتفى صاحب مشروع توزيع المياه للسكان بربط الأنابيب القديمة وإيصالها بالبئر الذي يعود إلى العهد الاستعماري الذي يفتقر لأدنى الشروط الصحية، هذا الأخير تتأثر مياهه بتسربات قنوات الصرف الصحي التي تمرغيربعيدة عنه ذلك ما يرهن صحة مستعملي مياه البئر، خاصة بعد انبعاث الروائح الكريهة من المياه المستعملة وإصابة عدة أشخاص بأمراض وآلام على مستوى البطن، ورغم هذه الظروف الصعبة إلا أن مجموعة من الشباب رفعت شعار التحدي وكونت جمعية للحي سنة 2003 للمطالبة بتهيئة الحي والعناية بساكنيه وتبليغ انشغالات سكانه وشبابه للسلطات المحلية والولائية.