استقطبت كرة القدم في الجزائر، وفي فترة وجيزة،، اهتمام جميع شرائح المجتمع من نساء، رجال وحتى أطفال، وأصبحت الشغل الشاغل أو بالأحرى أحد أهم المواضيع أو المحاور الرئيسية للحياة اليومية للمواطن الجزائري، لأسباب أرجعتها الأخصائية فضيلة دروش إلى وجود الرغبة في الرجوع إلى زمن مضى اتسم بالبطولات والبحث عن الفرحة، ضف إلى ذلك الفراغ الثقافي الموجود والذي يعاني منه أغلب شرائح المجتمع، وأكدت على أن لاعبي المنتخب الوطني أصبحوا رموزا في المجتمع. أكدت الأخصائية الاجتماعية ''فضيلة دروش''، في اتصال لها ب''الحوار''، أن كرة القدم أصبحت أفيون المجتع الجزائري الجديد والمتنفس الوحيد للشباب الذين لطالما انتظروا مثل هذه البطولات لينفسوا عن أنفسهم وليهربوا من الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعيشونها. ولهذا استطاعت كرة القدم كرياضة محبوبة لدى الجميع منذ الأزل سواء في الجزائر أو باقي الدول العربية، تقول الأخصائية، استقطاب اهتمام جميع شرائح المجتمع من رجال، نساء وحتى أطفال، فلم تعد تقتصر فقط على فئة معينة كما كان سابقا بل مس الاهتمام من هم في 70 من العمر وحتى الطفل صاحب الثلاث سنوات، رغم هذا التباعد في السن بينهم، تقول الأخصائية، إلا أن حبا واهتماما واحدا جمعهم لدليل على أن كرة القدم استطاعت أن تحقق ما لم تستطع جوانب أخرى تحقيقه. وأضافت ''فضيلة دروش'' أنها أصبحت الشغال الشاغل، بل موضوع الحوار اليوم عند أغلب شرائح المجتمع سواء عند الرجال أو النساء، على حد سواء، مثقفين أو ذوي مستوى ثقافي متوسط، إضافة إلى أنها أخذت أبعادا عديدة لدى الجماهير، فهناك من يعتبرها اليوم جزءا من حياته اليومية وينتظر اليوم الذي سيلعب فيه فريقه من أجل الذهاب للمساندة. كل هذا الاستقطاب له أسباب ودوافع، تقول الأخصائية الاجتماعية التي أرجعت أهمها إلى أنها شيء مشترك بيننا منذ القدم وحتى اليوم، إضافة إلى ارتباطها بحب الرجوع إلى أشياء مضت مثل التحدث عن رموز رياضية سابقة من لاعبين رياضيين وحتى مدربين على الرغم من أن الكثير منا يحبذ الجديد، لأن حب الرجوع إلى الزمن القديم موجود لدى الجميع ولدى غالبية المجتمعات. وأضافت في حديثها أن الحاجة إلى الفرح هو ما جعل كرة القدم تدخل بيوت الجزائريين من دون استئذان لوجود تعب اجتماعي وإرهاق تعرفه جميع الشرائح. ولأن كرة القدم تبعث على البهجة والفرح، فإن ذلك جعلها تصنف من بين أحد أهم أسباب الفرحة ولأنها أيضا لا تتعب ولا تحتاج إلى إنفاق مادي. ونوهت الأخصائية إلى أنه مما لوحظ في الانتصارات في المباريات السابقة أنها أصبحت بمثابة مهدئات تسكن أوجاع الجبهة الشعبية وتخمد نيران الغضب والاحتجاجات الشعبية، وبالتالي فإنها نجحت في صنع البهجة والفرحة في القلوب، إضافة إلى أنها تتمتع بالشفافية التي تفتقدها جوانب أخرى. وفيما يتعلق بالتأثير القوي لشخصيات وأسماء ومظاهر اللاعبين على الشباب وحتى الأطفال الذين يعتبرونهم اليوم مثلهم الأعلى، أجابت الأخصائية أنه فعلا أصبح هناك تأثير واضح، ذلك لأن الانسان يولد للبحث عن مثله الأعلى سواء أكان شابا أو حتى طفلا، فإنه يبحث عن مثال أعلى يتعلق به لأنها حاجة لابد من تحقيقها، وبالتالي أكدت الأخصائية أن هؤلاء اللاعبين أصبحوا رموزا يقتدى بهم من ناحية القوة، الشجاعة، التحدي وحب الوطن. ومن جهة أخرى أكدت الأخصائية أن كرة القدم اليوم أصبحت أسمى رتبة في المجتمع والمثل الأعلى والقدوة، خاصة مع ما توفره من شهرة وكسب، وأرجعت كل هذا إلى الأسباب المذكورة سالفا.