تصنع شعبية لاعبي ''الخضر'' الحدث هذه الأيام، وتزداد مع ارتفاع حمى المونديال واقتراب الموعد التاريخي الذي انتظرناه طويلا حاملين آمالا وطموحات كبيرة، حيث يبدي الشباب وحتى السيدات تعلقا واضحا ب ''المحاربين'' وكل له نجمه المفضل، فذاك يعجبه ''شاوشي'' وتلك تتابع كل صغيرة وكبيرة عن حليش وزياني وبوقرة، وتلك السيدة يعجبها قواوي أو مطمور.. الظاهر أن منافسة من نوع آخر قد اشتعلت بين أشبال سعدان، ليس من أجل افتكاك مكانة ضمن التشكيلة التي ستشارك في المونديال، بل من أجل ''حشد'' أكبر عدد من المعجبين والمعجبات من حولهم.. هذه الظاهرة التي تعد عادية بالنظر إلى المردود الرائع لزملاء زياني وافتكاكهم ورقة التأهل لكأس العالم، دفعت ب ''الحوار'' ومع اقتراب المونديال إلى استطلاع آراء بعض الشباب لمعرفة سر منافسة وتقليد أشبال الناخب الوطني رابح سعدان... ''تسريحة'' شاوشي تخطف الأضواء احتلت قصة الشعر الجديدة التي خرج بها حارس المنتخب الوطني ''فوزي شاوشي'' في تربص سويسرا، المرتبة الأولى لدى الشباب. ومعروف عن شاوشي أنه يحلق شعره بطريقة غريبة منذ انتقاله إلى شبيبة القبائل، وواصل على ذلك المنوال بعد التحاقه بوفاق سطيف، وهو ما يعكس شخصيته التي تعرف ''بعدم المبالاة''. وبعد الأداء البطولي لشاوشي خلال اللقاء الفاصل بأم درمان مع الفريق المصري، ازدادت شعبية شاوشي خاصة وأنه كان وراء تأهل ''الخضر''، وصولا إلى كاس إفريقيا للأمم ,2010 وبعد التعسف الذي مارسه الحكم كوفي كوجيا ضد الفريق الوطني، وانتفاضة شاوشي عليه.. كل هذه المحطات سلبت قلوب الشباب، فراح الكثير منهم يقلدون فوزي عن طريق اتخاذ قصة مشابهة لقصته. يومية ''الحوار'' تنقلت إلى بعض صالونات حلاقة للرجال. وفي هذا الصدد يقول ''جمال. ع'' حلاق بشارع ديدوش مراد، إن محله يعرف في الفترة الأخيرة توافدا كبيرا من الشباب، فما ان يدخل أحدهم حتى يسبقك بعبارة ''أريد قصة شاوشي''، مضيفا أنه مع اقتراب موعد المونديال، الطلب صار أكثر والإقبال أكبر. ومن جهته أكد الحلاق'' سمير. ر'' بشارع حسيبة هو الآخر انه مع اقتراب المونديال، بدأ يعج المحل بالشباب فهذا يريد قصة شاوشي، والآخر يريد قصة بالحاج وآخرون قصة زياني، لكن، حسبه، قصة شاوشي هي التي احتلت المرتبة الأولى من حيث الطلب، حيث قال ''أتذكر انني مازحت احد الشباب ذات يوم، عندما طلب مني أن أحلق له مثل شاوشي، فقلت له لا أعرف فغضب مني كثيرا، وما إن قلت له إني أمازحه حتى ابتسم في وجهي''. ''بالاك....إيجيك.... شاوشي! '' ''بالاك إيجيك شاوشي...'' عبارة تناقلها كثير من الشباب الجزائري، وحتى الأطفال الصغار منهم، حيث أصبح اللاعب فوزي شاوشي بالنسبة إليهم رمزا للقوة، فما أن يتشاجر أحدهم مع الآخر حتى يبادره بمقولة بلاك إيجيك شاوشي، ولعل هذه الميزة اكتسبها شاوشي، بعد ردة فعله أمام الحكم البينيني كوفي كوجيا خلال لقاء الجزائر مصر بكان انغولا ,2010 حيث لم يتمالك شاوشي نفسه وراح يصيح في وجه الحكم وكاد ينطحه برأسه، وهو ما كان ليكلفه غاليا، ويحرمه من المشاركة في المونديال، ولحسن حظه لم يدون الحكم كل تلك التصرفات في تقريره. وبالمقابل، كان شاوشي قد اعتذر للمدرب الوطني عن تلك التصرفات ووعد بعدم الوقوع فيها، وهي رسالة واضحة للشباب بعدم تقليده في هذه النقطة! ....وشم وقصة شعر غزال في الصدارة وان كانت قصة شعر شاوشي أخذت حظا وافرا من الرواج، فإن وشم غزال نال هو الآخر شعبية كبيرة، ولأن المشاهير يصنعون دائما الحدث، حيث يعمد كثير من الشباب إلى تقليد كل ما يخصهم، مباشرة بعد تألق الفريق الوطني اأذ كل واحد نصيبه حيث أخذ الشباب يقلدون كل ما له علاقة باللاعبين، وها هم يعمدون إلى الوشم للتشبه بغزال، وفي هذا الصدد قال الشاب ''أنيس. م'': ''أنا مهوس بلاعبي الخضر إلى درجة كبيرة، وأتعمد تقليدهم في كل كبيرة وصغيرة، خاصة إذا تعلق الأمر باللاعب عبد القادر غزال، سأقلده في كل شيء''. من جهته أعرب ''مهدي'' عن سعادته وهو يقوم بعمل بعض الأشياء للتشبه بمحاربي الصحراء. العائلات تسمي المواليد الجدد بأسماء ''الخضر'' تفاؤلا بهم ولم يقتصر تقليد لاعبي ''الخضر'' على الشباب فقط، بل تعداه إلى مختلف العائلات والأسر، فالملاحظ في الآونة الأخيرة أنه بعد تألق المنتخب الوطني، أصبحت العائلات الجزائرية تتخذ من أسماء اللاعبين، أسماء للمواليد الجدد وأكثر هذه الأسماء انتشارا، ''فوزي وكريم، وحتى اسم سعدان الذي حتى وإن كان هو لقب المدرب الوطني إلا أن العديد من العائلات اتخذته اسما لأولادها الجدد، وهنا تقول السيدة ''زهية''، أم لثلاثة أولاد وحامل في شهرها السابع، ''لن أجد خيرا من اسم ''سعدان '' لابني إنشاء الله، فهذا الرجل أدخل الفرحة على قلوب الجزائريين بعد أن عانينا كثيرا''. ف. ن