.1 مقدمة: الأسئلة التي تطرحها الرواية شديدة التعقيد في ما يتعلق بحدود التجنيس بالدرجة الأولى،فهي بحكم انفتاحها على مختلف الخطابات واتساع تضاعيفها لاستيعاب أجناس فنية سريعة التحلل والذوبان وانمحاء الحدود المفصلية الجامعة المانعة،أصبحت تربك القراءة المعولة على التصنيف كإجراء وقائي تارة أو كإجراء تفصيلي تارة أخرى،فالقراءة التي تتغيا لنفسها حدا أدنى من وجاهة التحليل،تضطر منذ الابتداء إلى إعلان التعرف على هوية النص التصنيفية قبل أي شيء آخر. إذا صح هذا متى تعلق الأمر بالفنون النثرية المعروفة بحدودها وخصائصها المائزة لها عن سواها، فإن القضية تصير أشد ما تكون التباسا متى تعلقت بالجنس الواحد المتعلق بفرع منه بأجناس أخرى مجاورة، أو واقعة على مرمى حجر منه، أو تلك الملتبسة به بأكثر من سبب كالتباس الرواية بالسيرة الذاتية والسيرة الروائية وبالتخييل الذاتي، فهاهنا حدود تمحي أشد ما يكون الامحاء عندما يجمعها جنس موارب بطبيعته ومخاتل كالرواية، التي تتحاور في فضائها التخييلي تفاصيل لا تحصى من هذا الجنس أو ذاك. لقد احتفل الخطاب النقدي العربي بالسيرة الذاتية حفاوة لا تقل عن حفاوته بالرواية، وانتبه إلى التحدي الذي تفرضه عليه مواطن التداخل بين الجنسين، واعترف بمحدودية العنجهية النقدية في تصنيف بعض النصوص التي استعصت بإسقاطها عنصر العقد الذي تبرمه مع القارئ بإعلان هويتها التصنيفية على الوجه الأول منها، أو تلك التي بيتت المراوغة وانتوتها فتركت للقارئ مهمة تخير التصنيف الذي تمليه عليه قراءته الواعية بقوانين تشكل الأنواع، كأنها تعلن التشيع للعبة السرد على حساب قوانين النوع، وتعلن الولاء للذات ورؤاها على حساب الموضوع وحياديته المفروضة، وفي هذه المساحة الواسعة المتروكة للسرد وحركيته المبدعة المتنقلة بانسيابية وروغان بين الأنا والآخر، بين الذات والموضوع، الذات والعالم، التخيل والاسترجاع، التوثيق والتذكر،كانت السردية الغربية على أهبة الاستعداد لاحتضان (التخييل الذاتي) الذي أصبح البديل التصنيفي القادر على تجاوز الجدل القائم ضمن حدود الرواية بين السيرة والسيرة الروائية منذ الكتابات الأولى للكاتب الفرنسي سارج دوبروفسكي، المبدع والمنظر الأول لهذا الجنس السردي بلا منازع. أمكن للتخييل الذاتي في كتابات هذا الكاتب الفرنسي على الأقل أن يزيح من الواجهة مصداقية الخلاف الدائر حول إمكانية تبين الحدود الفاصلة بين العناصر السيرية والمواد التخييلية المتحاورة والمتداخلة ضمن عالمه الروائي لسببين جوهريين: أولهما: الاحتفاظ الصارم بالشرط (الأعلامي)، أي إيراد أسماء الأعلام الذين التبس بهم الناص في حياته الواقعية بحرفية وأمانة، وثانيهما: إطلاق العنان للخيال دون قيد أو شرط للزج بالشخصيات الواقعية في معترك الفضاء الروائي لتصنع مصائرها، وتعبر عن رؤاها أو يصنع بها الناص ما يشاء شريطة أن يحتفظ لها بإسمائها . المثير للانتباه حقا هو الغياب التنظيري والإجرائي المطلق لهذا اللون السردي المزاوج ببراعة بين أكثر الأجناس السردية خصوبة وتداخلا: الرواية والسيرة الذاتية على الرغم من الحضور البارز لبعض الكتاب العرب الذي تزخر كتاباتهم باحتفاء بالغ بالذات يجعل كتاباتهم أكثر صلة بالسيرة الروائية أو بالتخييل الذاتي منها بالرواية مهما أصروا على إلحاق نصوصهم بجنس الرواية أو ألحقهم الخطاب النقدي المعاصر بها. من أجل اختبار هذه الفرضية اخترنا نص (ذاكرة الماء) لواسيني الأعرج لملاحظة مدى استجابته للشروط التجنيسية التي وضعها المؤسسون لهذا اللون الروائي ومن ثم موضعة النص في سياقه الأنسب له. .2 خطاب الذاكرة/المتخيل الاسترجاعي. ينهض النص في جميع تكويناته وعلائقه على خطاب الذاكرة المسيطر على طول المسار السردي، وهو الخطاب الذي استطاع الانتقال بسرعة مذهلة وبانسيابية شاعرية بين الأزمنة والتواريخ والمحطات المهمة في راهن الجزائر وماضيها، موحدا بين الأزمنة المتعددة والمتباينة في زمن واحد يسمح بوضع صور من الأزمنة المختلفة بجانب بعضها ومقارنتها لاستخلاص المختلف والمؤتلف بينها، وقد جاء ذلك من خلال جمالية الاسترجاع التي يقوم بها البطل المبوأر على جميع الصفحات التي يحتلها النص، وهو الذي يصرح بالقول:''إني أحفر هذه الذاكرة المرة، الذاكرة التي حولوها إلى رماد، لا بد أن يكون تحتها شيء كبير،...''. غير أن خطاب الذاكرة سرعان ما يزج بنا في متاهات تصنيفية شائكة تبدأ من صفحة النص الرئيسة التي تكتفي بتسجيل اسم المؤلف بالبنط الأسود الكثيف، أسفله، مباشرة بالنبط الأحمر الكثيف، يأتي العنوان مبتورا من شطره الثاني(محنة الجنون العاري) الذي لا نطلع عليه إلا في الصفحة الخامسة مذيلا بالإشارة التصنيفية (رواية) مما يفتح الباب أما التساؤلات الحافة عن جنس العمل ما دام الأدب لا يتكون من نوايا بل من نصوص لا يتم تبنينها إلا بالعلاقة التي تنسجها مع القارئ.من أجل ذلك،يحق لنا مثلما يتوجب علينا التساؤل عن الجنس الأدبي الذي ينضوي تحته النص انطلاقا من رفضنا لمنطق الصدفة أو الجهل بالخطورة التي يحتلها الجهاز العناويني في أي إصدار أدبي،بل على العكس من ذلك،نصر على القصدية الإيهامية المتخفية وراء ذلك المسلك استناد إلى مجموعة من المعطيات النصية والخارج نصية وقليل من الإشارات التي وردت في المتوازي النصي/الخطاب المقدماتي الذي صدرت به الطبعة. يؤكد تودوروف بأن مسألة الأجناس الأدبية تعد''من المشاكل الأولى للبويطيقا منذ القدم حتى الآن، فتحديد الأجناس وتعداداها ورصد العلائق المشتركة بينها لم يتوقف عن فتح باب الجدال، وتعتبر هذه المسألة حاليا متصلة بشكل عام بالنماذجية Typologie البنيوية للخطابات، حيث الخطاب الأدبي ليس إلا حالة نوعية.'' وهو ما يجعلنا بصدد إشكالية جديدة قديمة قصارنا تجاهها أن تنسجم النتائج التي نتوصل إليها مع الفرضيات التي مهدنا بها قراءتنا هذه، ولابد من الاعتراف هنا بالتضليل الجمالي الذي يتغياه الكاتب انطلاقا من إسقاطه للإحالة النوعية في الصفحة الأولى مكتفيا بتقديم اسم المؤلف على العنوان،وهو ما لا نعتبره فعلا مجانيا مرة أخرى،وقد علمنا بان المؤلف يتعالى على المؤلَّف ويتقدم عليه كما يتقدم الأب على الابن تقدما زمانيا وقيميا يستدعي إلى الذاكرة النصوص التي سبق للمتلقي التعرف عليها،بما يسهم في إكساب النظام القولي نصيته ويوجه أفق الانتظار المعضد بالنصوص السابقة القابعة في الذاكرة. لقد جاء اسم المؤلف مشرفا على العنوان الملتبس بالسيرة الذاتية التي تحيل عليها لفظة الذاكرة كما لو كان الرجل الذي عرفنا نصوصه الروائية السابقة في موقع المتأهب لكتابة ذاكرته/سيرته التي تشبه ذاكرة الماء في اختزاليتها ورمزيتها وإخفاقاتها، حيث يسهم العنوان بدوره،كمتعالي نصي، في خلق التضليل والإيهام باندراجه'' ضمن المتعاليات النصية، إذ هو(العنوان) يؤشر إلى بنية معادلية كبرى، تختزل النص عبر علاقة توليدية générative تنهض بالتحفيز الدلالي،وتشهد على انسجام عناصر الخطاب،محققة عبر اشتغالها النصي لوظائف عدة،تشمل الوظيفة المرجعية المبئرة للموضوع،والوظيفة الإفهامية المستهدفة للمتلقي،وكذا الوظيفة الشعرية المحيلة على الرسالة ذاتها.''.4وعلى هذا الأساس،ينجز العنوان(ذاكرة الماء) وظيفته الشعرية من خلال المسند(ذاكرة) الذي لا يلائم المسند إليه(الماء) ما دام لم يعرف للماء قدرة على الاحتفاظ بآثار الأشياء،وهو ما يولد منافرة دلالية أكيدة مترتبة عن الانزياح الذي تعرضت له الجملة. نشير إلى أن مقصدنا ليس دراسة الجهاز العناويني ولا محمولاته الدلالية، بل نريد التوصل إلى الإيهام السيري المترتب على بنية العنوان،فقد ورطت الوظيفة المرجعية المحيلة إلى (الذاكرة) المقصد التجنيسي في النص من خلال تناصها مع العناوين الموضوعاتية ذات الموضوع النوعي(الأجناسي) المشيرة إلى أن ما يروى في النص هو استعادة لحياة المؤلف،لا سيما وأن الأدب العربي الحديث مليء بهذه الأشكال السيرية ذات العناوين المبئرة لموضوعاتها مثل(أوراق العمر)للويس عوض،و(الأيام) لطه حسين،و(بقايا صور)لحنامينة،و(تربيةسلامةموسى)لسلامة موسى، و(حياتي) لأحمد أمين و(رجوع إلى الطفولة) لليلى أبو زيد، و(سبعون) لميخائيل نعيمة...إلخ . يلفت انتباهنا في هذا السياق تقاطع (ذاكرة الماء) دلاليا مع: بقايا صور و أوراق العمر و رجوع إلى الطفولة لأن الذاكرة المائية لا يمكن أن تكون إلا شذرات، وبقايا، ومزق غارقة في تيار الزمن الذي يبتلع في لا مبالاة مطلقة جميع الصور والذكريات والمآسي. يقول الكاتب:''منذ أن اغتيل صديقي يوسف ، فنان المدينة وشاعرها، أصبحت لا أنام بشكل جيد. أشعر برغبة محمومة للعودة نحو الأعماق، نحو الطفولات الضائعة. نحو الحبر الأول ونحو رائحته ولونه البنفسجي. نحو القبلة الأولى، وحتى نحو الدمعة الأولى التي لم تستهلك حرارتها بعد، لكن الشعور الذي يجتاحني في البدايات الأولى لهذا اليوم لا يريحني مطلقا.''.5 يزيدنا هذا المقبوس بالإضافة إلى الموازي النصي/الخطاب المقدماتي في تضليلنا أكثر، ويجعل سؤال النوع أكثر إلحاحا، يقول في المقدمة:''هذا النص يجهد نفسه للإجابة عن بعض مستحيلاته بدون أن تخسر الكتابة شرطها.''.ماهي،يا ترى، في هذا السياق، شروط الكتابة؟ وما هي مستحيلات النص؟. تلك هي بعض الأسئلة التي يواجهنا بها النص ابتداء من الصفحة الأولى فيقحمنا في جدلياته ومواربته، وإحجامه عن إبرام العقد السردي الذي يوجه القراءة ويفتح أفق الانتظار لممارسة فعالية التلقي، حيث '' إن الدراسة التصنيفية هي التي تعيننا على التعرف والدخول إلى هوية العمل الأدبي والتعامل الأولي معه، لأنها ستصبح المدخل الأساسي الذي يسبق العملية النقدية بمختلف مناهجها في التعامل الأعمال الأدبية(النصوص).''. وعلى هذا الأساس تستند العملية التفكيكية للنصوص على ضبط نوعها أولا لأن كل نص يستند على جملة خصائص تسمح بتصنيفه وإدراجه ضمن جنس أدبي مهما بلغت درجه انتهاكه للقواعد الأولية لذلك الجنس، ومن ثم تصبح (مستحيلات الكتابة) هي بالتحديد هذا التردد في الإعلان عن انتماء النص، أم هو العجز عن ذلك انطلاقا من اللحظة التي يأخذ فيها المتن مسارات غير محددة،مسارات تمتح من السيرة والرواية،من شفافية المرجع وكثافة التخييل معا،مما يجعل منه نصا انتهاكيا ذا هوية أجناسية مزدوجة موزعة بين السيرة الذاتية والرواية ويجعل العملية التجنيسية مترددة،هي الأخرى،ومضللة أشد ما يكون التضليل. تسهم التجليات الكثيفة والمتواترة على مساحة السرد في نص(ذاكرة الماء) في إبراز (حيوية) التضليل الجمالي الذي أملاه اللاتحديد النوعي في أول المتن،و الذاكرة،وفق مختلف المقاربات النقدية المدعمة بمعطيات علم النفس،تمثل الخزان الذي تمتح منه السيرة والرواية معا،بنسب وكيفيات مختلفة.تعمل السيرة الذاتية على أن تنقل إلى القراء واقعا حدث في الزمن الماضي،يتم استدعاؤه من خلال الذاكرة التي اختزنته تلقائيا،وحين استرجاعه في الحاضر،يقوم التخييل بتنسيق تفاصيله وجزئياته المبعثرة،ومن البديهي أن تكون عملية الاسترجاع زمن الكتابة مليئة بالبياضات التي خلفتها الذاكرة في عملياتها الانتقائية مادام الحدث يضيع في التاريخ ليبقي على شكل من أشكال الوعي به داخل الذاكرة '' التي تنمحي مسالكها العصبية القديمة لتولد مسالك جديدة عوضا عنها.''. وعليه، فعندما يلجأ الكاتب إلى التذكر، يكون خاضعا لسطوة الذاكرة وجبروتها واختياراتها الخاضعة إلى منطق سيكولوجي بالدرجة الأولى،مما يضطره إلى ملأ فراغاتها عن طريق التخيل الاسترجاعي كعملية ذهنية ''تتولد عنها الصور،وقد تنشأ هذه الصور الذهنية عن عملية استرجاع الإحساسات في حالة غيبة الأشياء التي استثارت هذه الإحساسات.''. تختلف وظيفة الخيال وفق هذا المنطق، في الرواية عنها في السيرة، ففي الوقت الذي يتدخل الخيال في الحكي الاسترجاعي لترميم ثقوب الذاكرة نجده في الرواية مطلق الهيمنة، أو على الأقل يفترض فيه ذلك، تأسيسا على الميثاق السردي الموهم بخيالية جنس الرواية حتى ولو أثبتت الدراسات النقدية المعاصرة التباس الأجناس الأدبية المطلق، حيث تتخذ الرواية''لنفسها ألف وجه، وترتدي في هيئتها ألف رداء، وتتشكل أمام القارئ،تحت ألف شكل مما يعسر تعريفها تعريفا جامعا مانعا. ذلك لأننا نلفي الرواية تشترك مع الأجناس الأدبية الأخرى بمقدار ما تستميز عنها بخصائصها الحميمة، وأشكالها الصميمة.'' ..يمكننا التساؤل: كيف أسهمت الذاكرة في تغذية الالتباس القائم أصلا بين الرواية والسيرة؟ وما هو الدور الذي لعبه خطاب الذاكرة في تقليص المسافة الاعتبارية بين الجنسين؟ يشتمل النص في الواقع على جميع مقومات السيرة الذاتية، غير أنه يمارس أشكالا من التضليل التي سلفت الإشارة إليها انطلاقا من التغييب المقصود للتصنيف الأجناسي في الصفحة الأولى، إلى الإعلان عن جنسها الروائي بعد الخطاب المقدماتي، إلى اعتماد خطاب الذاكرة في جميع مكونات النسيج التخييلي، وهو الخطاب الذي''ينبش في أعماق التاريخ،كما يغوص في أعماق النفس الإنسانية، خطاب مقنع يقتحم المحذور في صمت، ويكشف المستور بليونة، وبالتالي فالذاكرة هي هذا الجسر المتين الذي يكسر الحواجز بين الأشياء، ويطلق العنان للحديث دون قيد أو شرط،تستحضر التاريخ فتوشيه بزي الخيال،فترفع عنه الحذر ليصبح مباحا للتداول والتلقي.''. وعلى أساس من هذا الروغان الذي تتمتع به الذاكرة بالنظر إلى شعريتها المرهفة، وجماليتها المميزة، وقدرتها على الجمع بين المتناقضات والأزمان المتباعدة، اتسعت مداراتها لتجاوز الذات من أجل أن تصبح ذاكرة جماعية تترصد الوقائع والأحداث،ومنبهة الدراسات الإنسانية،ولا سيما الخطاب النقدي منها،إلى تتبع وقائع هذا اللون من الكتابة21 ومنجزاته الإبداعية، قال أدوارد سعيد: ''شهد العقد المنصرم اهتماما متزايدا بمجالين متداخلين من مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، هما الذاكرة والجغرافيا، أو بصورة أدق، دراسة الفضاء الإنساني.''. . وعلى هذا الأساس رصدت (ذاكرة الماء) عبر خطابها الاسترجاعي فضاءها/واقعها بتعدديته وتناقضاته من حيث ترصد نفسها في تعالقها، وتشابكها مع الذاكرة الجمعية بما هي نسق متعالي يضم أحلام الجماعة ومخاوفها وبناها العقلية الشعورية واللاشعورية المجسدة خصوصا في الأنماط العليا، وقد تتحول هذه الذاكرة في بعض النصوص إلى سلوك تصوغه المحرمات والنواهي المعتقدية والحضارية والمرضية أحيانا، تنسجها الرموز والأساطير، وتغذيها المعتقدات، وتجسدها الطقوس والتقاليد، لأنها ببساطة ليست ذاكرة سردية تستعيد الوقائع على نحو ما تفعل ذاكرة المؤرخ، وإنما تستعيد الأحداث بشكل رمزي، وتقرأ الماضي حسب منطق الرغبة وبشفرة المخيلة والحلم، '' رأيت ذاكرتي وأنا أضعها أمامي مثل العلبة المسحورة . كنت مترددا بين فتحها أو عدم فتحها.في النهاية صممت على اقتحام سرها. قفزت من داخلها حمامات وغربان ثم بحر أزرق وألوان رمادية وروائح وعطور،وأحجار وأتربة صفراء ورقيقة مثل حبات الرمل.''.