كشف تقرير أعده مؤخرا مركز دراسات الأمن بالمعهد الاتحادي السويسري الممول من قبل وزارة الدفاع السويسرية، أن تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' أضحى خلية نشطة في خدمة عصابات المخدرات الكولومبية من خلال ضمان عبور مادة الكوكايين إلى أوروبا عبر المناطق الصحراوية مرورا ببلدان غرب إفريقيا.وحسب التقرير فإن عصابات المخدرات الكولومبية استغلت منطقة غرب إفريقيا لعدم وجود استقرار سياسي فيها إضافة إلى افتقارها لمؤسسات قوية تطبق القانون واستشراء مظاهر الفساد فيها، ما وفر السهولة لدى هذه العصابات لاختراق الحدود. وكشف التقرير عن وجود صلة وثيقة تجمع عصابات الإتجار في المخدرات مع شبكات إرهابية تنشط في المنطقة، إشارة إلى تنظيم القاعدة، مؤكدا أن ''بلدان غرب إفريقيا أصبحت نقطة عبور هامة لمادة الكوكايين انطلاقا من دول أمريكا الجنوبية ليتم تحويلها مباشرة إلى الأسواق الأوروبية''، وذلك من خلال الخدمات والدعم الذي يقدمه التنظيم الإرهابي خصوصا بمنطقة الساحل المضطربة أصلا. وأشار التقرير السويسري إلى أن التنظيم الأم الذي يتزعمه المطلوب الأول عالميا أسامة بن لادن، أصدر فتاوى شرعية بهذا الخصوص تجيز الاتجار بالمخدرات، وفي هذا الشأن ورد في التقرير قول معديه ''نحن نعلم بأن التنظيم العالمي للقاعدة قد أصدر فتوى تبيح الإتجار بالمخدرات والأنشطة الإجرامية''. وحسب التقرير الذي أعده المعهد السويسري المختص في الشؤون الأمنية، فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد عمد مؤخرا إلى حرق طائرة استعملت حسب معاينة المحققين لنقل الكوكايين ومواد أخرى محظورة وأشار إلى أن عصابات التهريب أضحت تعتمد على النقل الجوي رغم ما يكلفه بدلا من النقل البري غير المضمون العواقب. وفي هذا المجال يؤكد التقرير الأمني حسب ما أكده المحققون الماليون عدم استبعاد احتمال ''حرق الطائرة على يد تجار المخدرات وهي تقنية تستخدم في بعض الأحيان من قبل هؤلاء للسعي إلى طمس معالم الجريمة''. في السياق ذاته، ذكر المصدر نفسه أن القاعدة في المغرب الإسلامي خلال الوقت الراهن تعتمد على عمليات الخطف وغيرها من الأنشطة الإجرامية الأخرى بغرض جمع الأموال مما يدل على أن المجموعة الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي تعاني نقصا فادحا في السيولة، ما جعلها ترتمي في أحضان عصابات الكوكايين وهو ما من شأنه حسب التقرير أن يعزز من تدفق الإيرادات إلى حد كبير، وتمكينهم من شراء الأسلحة، فضلا عن توفير الخدمات للقرى معزولة بالتنسيق مع شيوخ القبائل الذين تقاطعت مصالحهم المادية في هذه المناطق النائية مع مصالح الإرهابيين في جمع الأموال.