أفضت التحريات الأمنية التي باشرتها السلطات الموريتانية ، حول ملابسات القضاء على ثلاثة إرهابيين في حدودها مع مالي، وتوقيف 18 عنصرا آخرا، ليلة الجمعة المنصرمة، إلى وجود علاقة وطيدة بين التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، وعصابات الإتجار بالمخدرات، وعلى رأسها الكوكايين. وقد توصلت التحقيقات في قضية الإرهابيين الموقوفين بموريتانيا، إلى أن تجار المخدرات الذين كانوا في طريقهم، تمرير كمية من الكوكايين عبر الأراضي المالية، كانوا تحت حراسة أمنية للعناصر الإرهابية لتنظيم دروكدال، ونقلت مصادر أمنية مالية لوكالة الأنباء الفرنسية، أن القوات الموريتانية نصبت كمينا للعناصر الإرهابية، اثر تلقيها معلومات عن وجود تحركات مشبوهة بالمنطقة، وبالتحديد على الحدود الموريتانية المالية في المنطقة الصحراوية المسماة لمزيريب المتواجدة على بعد 650 كيلومتر شرق منطقة الزويرات، ونقلت المصادر ذاتها؛ أن المجموعة كانت تتنقل على متن 4 سيارات خاصة بمختلف الأرضيات، من بينها شاحنة كانت تحمل المخدرات الممثلة في الكوكايين، بالمنطقة التي تعرف نشاطا لتجار المخدرات والجماعات الإرهابية المتواجدة شمال مالي. وفي الصدد ذاته؛ برر عناصر دروكدال الذين تم توقيفهم في قضايا الإتجار بالمخدرات، تواطؤهم مع عصابات الإتجار بالمخدرات، بعملية مدروسة من قبل التنظيم الهدف، منها الإضرار بأوروبا وسكانها باعتبارهم كفارا ملحدين، حيث أفاد عدد من الإرهابيين الذين تم توقيفهم، أن عمليات التعاون مع تجار المخدرات، تدخل في إطار ضريبة لخدمة "الجهاد"، من خلال الإعتماد على تهريب المخدرات إلى أوروبا، باعتبار سكانها كفارا ملحدين والمخدرات سلاح يستعمل ضدهم للإضرار بهم. ويرى متتبعون يشتغلون على الملف الأمني؛ أن دروكدال وجد هذا المبرر "الشرعي" للتغطية على عملياته الإجرامية، التي ما فتئت تتواصل بدول الساحل من أجل الربح السريع، بعد أن تم تجفيف منابع التمويل والتموين بمنطقة الشمال المعاقل الأخيرة للتنظيم الإرهابي، ويضيف الخبراء أن الإيديولوجية الدينية المزعومة التي كان دروكدال يغطي بها نشاطاته، أصبحت غير كافية لإقناع إرهابييه، وأصبح من الضروري إيجاد طرق أخرى لإبقائهم ضمن مجنديه، من خلال إغرائهم بالدعم المادي بالعملة الصعبة، الذي يجنيه من عمليات الإختطاف التي أصبحت مموله الرسمي برعاية أوروبية مالية، يضاف إليها ريع عمليات بيع والإتجار في المخدرات. وفي الشأن ذاته؛ يواصل الجيش عمليات التمشيط بالمنطقة المحاذية لمنطقة مالية، تختص في نقل الكوكايين إلى أوروبا، إذ تعتبر إفريقيا الغربية منذ سنوات، نقطة هامّة لعبور الكوكايين من أمريكا الجنوبية نحو السوق الأوروبية.