أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي وصلت سيول أمس الأربعاء أن واشنطن ستعمل مع المجتمع الدولي ومع الصين لإعداد رد فاعل ومناسب على كوريا الشمالية عقب زيادة حدة التوتر في شبة الجزيرة الكورية. وأضافت كلينتون ''لا أحد يشعر بالقلق على السلام والاستقرار في هذه المنطقة أكثر من الصينيين ونحن نعلم أن معالجة هذا الأمر هو مسئولية مشتركة، وفي الأيام المقبلة سوف نعمل مع المجتمع الدولي ومع زملائنا الصينيين من أجل التحضير لردّ فعال ومناسب''. ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية قرار كوريا الشمالية قطع كل علاقاتها مع كوريا الجنوبية بأنه أكبر خطوة مؤذية لمصالح الشعب الكوري الشمالي على المدى البعيد. وكان الوفد الأمريكي كثف إتصالاته لمحاولة إقناع بكين التي يمكن ان تصوت بالنقض ضد أي إجراء يمكن ان يتخذه مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على بيونج يانج، وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج يو عن أمل بلادها في أن تحافظ جميع الأطراف المعنية على هدوئها وان تتحلى بضبط النفس، وقالت إن الصين تعتقد أن الحوار أفضل من المواجهة. وأبدت الصين إستعدادها للعَمل مع الولاياتالمتحدة وأطراف أخرى لتهدئة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، ومن جانبه، أوضح جيف موريل المتحدث باسم البنتاجون أن وزير الدفاع روبرت غيتس ونظيره الياباني توشيمي كيتازاوا عقدا جولة محادثات في واشنطن وتعهدا خلالها بتوحيد الجهود لدعم جمهورية كوريا الجنوبية التي تتهم كوريا الشمالية بإغراق إحدى بوارجها، ونقل راديو ''سوا'' الأمريكي عن جيف موريل، أن الوزير غيتس شكر نظيره كيتازاوا على الرد القوي من جانب الحكومة اليابانية على العمليات الاستفزازية الأخيرة لكوريا الشمالية، مضيفا إن الوزيرين ''وعدا بتقديم دعم موحد لجمهورية كوريا'' وذلك خلال محادثاتهما في واشنطن. وأشار إلى أن الوزيرين يعتزمان لقاء نظيرهما الكوري الجنوبي في ندوة ستعقد في جوان المقبل في سنغافورة، وكانت كوريا الشمالية قرّرت قطع كل علاقاتها مع كوريا الجنوبية وهددتها ب''حرب شاملة'' اذا فرضت عليها عقوبات جديدة في الوقت، وفي بيان للجنة الدولة لإعادة توحيد الكوريتين سلميا بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أكدت بيونج يانج ان اتهام سيول لها بإغراق الطراد الحربي شيونان يعادل إعلان حرب. وأعلنت كوريا الشمالية في هذا البيان قطع كل علاقاتها واتصالاتها مع كوريا الجنوبية وإلغاء اتفاق بعدم الاعتداء احتجاجا على اتهام سول لها بنسف البارجة الحربية ''تشونان''، كما أعلنت بيونج يانج حظر تحليق الطائرات الكورية الجنوبية في أجوائها وإبحار سفنها في مياهها الإقليمية، وأشارت أيضا إلى أنها ستطرد كل الموظفين الكوريين الجنوبيين العاملين في مجمع ''كايسونغ'' الصناعي الواقع شمال خط التقسيم، كما إتهم الجيش الكوري الشمالي البحرية الكورية الجنوبية بدخول مياهها الإقليمية وهدّد مجددا صول برد عسكري. وكانت كوريا الجنوبية أعلنت الخميس الماضي أن فريق التحقيق الدولي المعني بالتحقيق في غرق السفينة أكد أن طوربيداً كورياً شمالياً أدى إلى غرق السفينة الحربية ''تشونان'' في مارس الماضي ومقتل 46 من بحارتها.