اتهمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية والولاياتالمتحدة بالتخطيط لغزو عسكري ضدها، في الوقت الذي أعلنت فيه سيول إرجاء انضمامها إلى مبادرة لمنع الانتشار النووي، بينما دعت اليابان الدولة الشيوعية إلى العودة لمنطق الحوار والمفاوضات. فخلال أحد الاحتفالات التي شهدتها العاصمة بيونغ يانغ أمس بالذكرى السنوية ال97 لميلاد الرئيس الراحل كيم إيل سونغ، اتهم رئيس الهيئة الرئاسية لمجلس الشعب الأعلى كيم يونغ نام الحكومة الكورية الجنوبية والولاياتالمتحدة بمحاولة غزو كوريا الشمالية. وحذر يونغ -الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام الكوري الشمالي- من أن الرد سيكون قاسيا في حال شنت القوات الأمريكية ومن وصفها بالقوات المعادية المناهضة للوحدة في كوريا الجنوبية حرباً على بلاده. ومن كوريا الجنوبية، قامت مجموعة من المنشقين الكوريين الشماليين أمس بإرسال 100 ألف منشور إلى الشمال بواسطة البالونات تنتقد فيها الرئيس كيم يونغ إيل وتصفه بالدكتاتور الفاسد والسفاح المنغمس في الكماليات الغربية، وتحث المسؤولين في حزب العمال الحاكم على خلعه من منصبه. وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية مون تاي يونغ أن بلاده قررت تأجيل إعلانها الانضمام إلى مبادرة أمنية لمنع الانتشار النووي. وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي أمس أن الحكومة لن تعلن انضمامها إلى المبادرة لا اليوم ولا غداً، لكنّه شدّد على أن كوريا الجنوبية ما زالت متمسكة بخطتها للانضمام إلى المبادرة التي تهدف إلى وقف انتشار أسلحة الدمار الشامل والمواد المرتبطة بها. وأثارت تعليقات المتحدث حالة من الالتباس خصوصاً بعد إعلان مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية أن الحكومة ستعلن اليوم قرارها بالانضمام للمبادرة، مع العلم بأن مون لم يعط أسبابا لتأجيل الإعلان واكتفى بالقول إن الحكومة لم تنته بعد من الإجراءات الداخلية والاستشارات مع الدول المعنية. بيد أن مصدرا في الحكومة الكورية الجنوبية رجح أن الحكومة تدرس تحديد موعد لإعلان انضمامها إلى المبادرة نظراً للتصعيد المتسارع في المنطقة على خلفية بيان مجلس الأمن الصادر بحق كوريا الشمالية ورد الأخيرة عليه، لافتاً إلى أن الحكومة تسعى للحصول على دعم الصين وروسيا لتخفيف الآثار التي قد تترتب على عملية الانضمام. يشار إلى أن بيونغ يانغ -التي أعربت مراراً عن أن المبادرة تستهدفها- حذرت سيول من الانضمام إليها وقالت إنها ستعتبر الخطوة بمثابة إعلان حرب. وفي طوكيو، جددت الحكومة اليابانية أمس مطالبتها لكوريا الشمالية بالعودة إلى المحادثات السداسية حول برنامجها النووي بعد ساعات من إعلان بيونغ يانغ طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ودعا الأمين العام للحكومة اليابانية تاكيو كازامورا كوريا الشمالية إلى الإصغاء لرأي المجتمع الدولي والعودة إلى طاولة المحادثات السداسية ومنطق الحوار، نافيا وجود معلومات تفيد بنية الولاياتالمتحدة إجراء محادثات مباشرة مع القيادة الكورية الشمالية. وكان المسؤول الياباني يعلق على ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أول أمس بخصوص طرد كوريا الشمالية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما أدان مجلس الأمن الدولة الشيوعية لإطلاقها صاروخا بعيد المدى الأسبوع الماضي. وكانت كلينتون -التي وصفت خطوة بيونغ يانغ بأنها غير مبررة- قالت إن مجلس الأمن أصدر بيانا بدافع القلق من التصرفات الكورية الشمالية، وأعربت عن أملها في بحث المواقف المستجدة مع جميع الأطراف بما فيها كوريا الشمالية.