'' النافذة'' عنوان لعرض مسرحي، تابع للمسرح الجهوي لوهران عبد القادر علولة، يندرج ضمن العروض داخل المنافسة، تم عرضه أول أمس في إطار فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف على ركح المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي بالعاصمة. المسرحية من إخراج محمد إسلام عباس، اقتبسها حشماوي إبراهيم عن قصة المسرحي العالمي إمنوال روبلس، تدور أحدث القصة حول ثورة نوفمبر التاريخية، في عمارة يقع أسفلها سجن اعتقل في غياهب زنزانته جزائريون أحرار ناضلوا من أجل كسر قيد العدو الذي كبل مصيرهم قرنا ونيف من الزمن. يحاول هؤلاء السجناء الفرار لكن تصادفهم عقبات تحول دون تحقيق هدفهم الأسمى، يقوم أحد القادة ويطلب من أحد المناضلين أن يتسلل إلى أحد طوابق العمارة لمراقبة العدو ويتم تخليص هؤلاء السجناء. يدخل المناضل إلى أحد بيوت العمارة ويجد فتاة فرنسية جالسة على مقعد لا تقوى على الحركة بسبب كسر أصابها في إحدى رجليها، وحتى يبلغ مهمته يوهم الفتاة بأنه واقع في حبها ومتيم بها حتى تسهل عليه المهمة المنوطة به، يحدث هذا والفتاة لا تعلم أنه فدائي وأنه في مهمة حربية، ويجلس قبالة النافذة ونظراته الحادة لا تغفل عن الرقابة، بينما هو كذلك تدخل الممرضة على الفتاة وفي ذات الوقت يرى الشرطة الفرنسية تطوق المكان، يقوم الفدائي بإخراج مسدس رشاش وتنتفض الفتاة والممرضة معا خوفا وفزعا عن مصيرهما، وتمطر الممرضة الفتاة بوابل من الشتائم وتقول لها هذا الذي أخبرتني عنه بأنه يكن لك حبا عظيما، ها هو اليوم يصوب مسدسه يقصد قتلك، وعندما أحس الفدائي بقدوم الشرطة إلى داخل البيت قام بإخفاء سلاحه، لكن الشرطة تشك بأمر الرجل فتحاول اعتقاله، هنا تلتفت الفتاة إلى الوراء وتخرج السلاح المخبئ وتشهره في وجه الشرطي وتأمر بإخلاء سبيل الفدائي، بعدها يلتمس الفدائي السماح من الفتاة كونه استغلها لقضاء مصلحته الثورية ويفهمها أن الذي قام به ليس استغلالا إنما ذلك واجب أملاه عليه الوطن الذي اغتصبه الفرنسيون وعذب وقتل ونفى ونكل بأصحابه الشرعيين، ونظرا لشرعية وعدالة القضية تتقبل الفتاة الاعتذار وتنضم إلى صفوف المناضلين الجزائريين. وفي هذا الصدد يقول مخرج العرض محمد إسلام عباس، عندما يقوى الإيمان بالقضية فلا مجال للتفاوض، نعتبر هذه المسرحية رسالة شكر وعرفان لكل الذين ساهموا في تحرير أوطان غير أوطانهم، أولئك الذين يحملون جنسية الإنسانية وكرامة الشعوب. استخدم في هذا العرض المسرحي ديكور بسيط يخدم ظروف العرض صممه السينوغرافي جايب جمال الذي قال بشأنه ''إنني اعتمدت طريقة اقتصاد الديكور، أي استعمال ديكور يتلاءم وأحداث العرض ويكون في السياق ذاته يعبر عن المعنى الإجمالي للنص، وهو عبارة عن نافذة ليست طبيعية إنما استخدمت بتقنية الإضاءة، فلا داعي لتضخيم الديكور على حساب الأداء وتنفير المتلقي''. للإشارة فقد شارك في تفعيل العرض مجموعة من الممثلين وهم يبدري طاوس, يبدري محمد,حشماوي فضيلة, حشماوي إبراهيم, بواناني سمير. أما تقنية الصوت فقد قام بها حمور هواري، والإضاءة بسعد الهواري، الماشينيست دريدر جمال، تقني الخشبة حشماوي إبراهيم .