أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس أول أمس بالعاصمة أن الجزائر ستحتضن سنة 2011 المؤتمر القادم لاتحاد الأطباء العرب، معترفا بأن أجور الأطباء العرب هي الأدنى بالمقارنة مع نظيراتها في الدول الأخرى، وهو ما سوف يناقش خلال هذا المؤتمر، حتى أن البعض فهم بأنه إقرار من الرجل الأول في القطاع بمشروعية مطالب نقابات الصحة التي أدخلت القطاع في دوامة من الاضطرابات لمدة أشهر خلال عهدة الوزير السابق سعيد بركات، في انتظار خطوات جديدة من قبل الوزير الحالي ولد عباس. كما أوضح وزير الصحة في اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب المنعقد بدعوة من الاتحاد الطبي الجزائري الذي يرأسه على هامش المؤتمر الدولي الطبي الجزائري الأردني حول زراعة الأعضاء أن الجزائر باستفاضتها لهذا المؤتمر ''تعمل على توحيد صفوف الأطباء العرب الذين يعتبرون زبدة المجتمع ولما يقدمونه من خدمات من أجل الإنسانية''. كما أعلن ولد عباس أن المؤتمر سيكون فرصة تمنح فيها الجائزة العربية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الطب لأحسن طبيب عربي، إضافة إلى تكريم أحسن طبيب نقابي وأحسن طبيب علميا. وبالمناسبة التي ميزت حضور الاتحادات الطبية لخمسة عشر دولة عربية شدد الوزير على ضرورة أن يعمل الاتحاد في الإطار القانوني الذي يسلكه منذ تأسيسه سنة 1962 ضمانا لتكفل طبي ناجع في كل الأقطار العربية ومواجهة للتحديات الجهوية والدولية التي تواجهها في المجال الصحي والإنساني. كما نوه باتحاد الأطباء العرب الموجود مقره بالعاصمة المصرية القاهرة والذي يعتبر أحمد الأصمعي رئيسا لمجلسه الأعلى وعبد المنعم أبو الفتوح أمينه العام. وقال بأن هذا الاتحاد المجتمع حاليا بالجزائر هو الاتحاد ''الشرعي والقانوني الوحيد الممثل للأطباء العرب والذي يساهم منذ إنشائه في سبيل وحدة الصف العربي من خلال وحدة أطبائه البالغ عددهم حاليا قرابة 400 ألف طبيب، معربا عن أمله في أن يكون اجتماع الجزائر هذا انطلاقة جديدة وفعالة للعمل العربي الموحد في المجال الطبي. وبخصوص جدول أعمال اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب هذا الذي أطلقت عليه تسمية ''أسطول الحرية'' فإنه يتضمن تقييم الوضع الصحي داخل فلسطين ودعم القضية الفلسطينية، إضافة إلى مناقشة موضوع تطوير دبلومات المعهد العربي للتنمية المستدامة ودعم الحالة الصحية داخل بعض الدول العربية مثل جزر القمر والسودان والصومال وجيبوتي. كما يتناول اللقاء الذي يدوم يومين الاتفاق على الحد الأدنى لأجور الأطباء العرب الذين يتقاضون أدنى الأجور المعمول بها دوليا إلى جانب بعض القضايا المرتبطة بمهنة الطبيب وآداب المهنة. للإشارة فقد كرم الاتحادان البحريني والعراقي للأطباء ولد عباس خلال هذا الاجتماع عرفانا له بأعماله الجليلة في المجال الطبي ونضاله من أجل وحدة الصف العربي طبيا على الأقل.