في الوقت الذي لم يمثل العرب والمسلمين في مونديال 2010 سوى المنتخب الوطني الجزائري، فإن عددًا غير قليل من المنتخبات المتأهلة يزخر بلاعبين مسلمين منهم من هو معروف بانتمائه للإسلام، وهم 9 لاعبين، ريبري، وإبيدال وأنيلكا الفرنسيان وحبيب كولو توري وشقيقه يايا توري، وأبو ديابي بمنتخب كوت دي فوار، وروبين فان بيرسي وخالد بلحروز الهولنديان، وفريد البرازيلي، وآخرون تردَّد أنهم أسلموا، إلا أنهم يخشون إشهار إسلامهم لظروف خارجة عن إرادتهم، مثل ''تيري هنري، وباتريك فييرا، ولليان تورام الفرنسيين والأمريكي غوتشي''، ليشبهوا بذلك قائمة فريق لاعبي المسلمين الأساسيين والاحتياطيين. أنيلكا أول من أسلم ويعد نجم المنتخب الفرنسي ''عميدا'' للاعبين المسلمين من غير العرب في العالم، فهو أول نجم عالمي يُعلن إسلامه رسميًّا، ورفضه مبررات البعض بضرورة إخفاء إسلامه تجنبا لمضايقات قد تعترض مشواره الكروي، وهي شجاعة من أنيلكا، الذي اعترف أثناء أدائه العمرة في السعودية عندما سُئل كيف أسلمت؟ فقال: ''حبي لسماع الأذان كان له دور في إسلامي في تركيا''. يقول أنيلكا- في تصريحات صحفية عقب إشهار إسلامه: ''كنت غاضبًا وثائرًا على الدوام، سافرت إلى تركيا والكل يؤكد لي أني سأكتب نهايتي الكروية هناك، ولكنني فوجئت بالهدوء النفسي؛ حيث كنت أستمع إلى صوت المؤذن بإيمان شديد، وكان هذا الشعور ليس غريبًا علي، إذ إنني كنت أعيش في أجواء مماثله في سنواتي الأولى بمرسيليا، فقررت بعدها الذهاب إلى أحد المساجد بالعاصمة إسطنبول سرًّا دون علم أسرتي، وتعمَّقت في سماع القرآن، وطلبت من شيخ هناك- يدعى مصطفى شوكير، يعلم الصغار القرآن- أن يُطلعني على القرآن الكريم، ويفسر لي معاني مفرداته، وفي جلستنا الأولى تلا عليَّ سورة يوسف عليه السلام، وعجبت بشدة من ترفُّعه عن النساء الجميلات خشية غضب الله، فطلبت منه المزيد، وبالفعل عقد معي جلسات استمرت 3 أشهر بواقع 3 جلسات أسبوعيًّا، ووجدت نفسي أميل إلى القرآن وأحبه، وفي أحد الأيام سألني الشيخ: ماذا تنتظر؟ لم يُشِر بقصد صريح، ولكنه ألقى عبارته في مفاجأة، فلم أتردَّد وسألته كيف يصبح الإنسان مسلمًا؟ فأجاب: بنطق الشهادتين، فردَّدتها وراءه ثم سألني إن كنت تسرعت ولكني وجدت الإيمان الذي انتظرته طويلاً، وفضَّلت كتمان الأمر عن أقرب المقرَّبين مني حتى أكون أكثر إلمامًا بالدين، لأن أول سؤال وقتها لي: لماذا الإسلام يا أنيلكا حتى تعلَّمت الكثير، وأعلنت الإسلام واخترت لنفسي لقب ''بلال''، لأن أول ما جذبني للدين هو الأذان، وبلال كان أول مؤذن في الإسلام''. أبيدال الفرنسي الذي أسلم على يد زوجته الجزائرية أما صديقه في منتخب الديوك أنريك أبيدال الذي اختار اسم بلال عن قناعة لازمته منذ الصغر وليس بعد زواجه من جزائرية تدعى حياة، فقال في حديث صحفي: ''لم يكن اعتناقي الإسلام كشرط من شروط الزواج بامرأة مسلمة على الإطلاق، وإنما هي حكايات قديمة منذ نشأتي، وكانت لديَّ على الدوام هذه الرغبة باعتناق الدين الإسلامي، وقد تمكنت من إكمالها'' وللمفارقة فإن فرانك ريبيري زميل أبيدال في المنتخب الفرنسي اعتنق الإسلام وأطلق على نفسه اسم بلال أيضًا، ولم يتردد العملاق الإسباني برشلونة في دفع نحو 28 مليون اورو للتعاقد مع أبيدال الذي تألَّق في صفوف منتخب بلاده في نهائيات مونديال ,2006 وفي صفوف فريقه ليون قبل انتقاله إلى البارصا. ريبيري محرج من الفضيحة ولاشك أن الجميع كان يحمل صورة محترمة عن اللاعب الفرنسي الآخر، فرانك بلاب ربيبري الذي أسلم في سن مبكرة وتزوج من فتاة جزائرية. وازداد الاحترام الذي يكنه المسلمون لريبيري مع بداية كل مباراة يخوضها سواء مع المنتخب الفرنسي أو نادي بايرن ميونيخ، وهو يتلو الفاتحة. وكان ريبيري كذلك من المسلمين الأجانب الذين يعلنون إسلامهم دون خوف، لكن اكشاف الفضيحة الجنسية التي تورط فيها ريبيري قبل سنوات أثر كثيرا على صورة هذا اللاعب الذي قدم اعتذاراته لزوجته ولكل محبيه، مشيرا إلى أن الأمر وقع قبل سنوات في وقت كان إيمانه ضعيفا. كولو وتوري وأبو ديابي مسلمو كوت ديفوار ويزخر منتخب كوت ديفوار بثلاثة لاعبين مسلمين، حيث يضمُّ حبيب كولو توري، والذي بدأ مسيرته الكروية مع نادي آرسنال الإنجليزي، ولعب معهه حتى ,2009 ثم انتقل إلى مانشستر سيتي الإنجليزي صيف 2009-2010 وهو الآن قائد فريقه الملقب ب''السيتيزن'' أو ''المواطن'' ويحمل الرقم ,28 ويمتاز هذا اللاعب بقياديته وأخلاقه العالية داخل وخارج الملعب، ولذلك تمَّ تعيينه قائدًا لفريق مانشستر سيتي منذ انتقاله إليه. حبيب كولو توري يلقَّب ب ''الملك كولو'' يمتاز بالقوة البدنية والارتقاءات العالية، وقد بدأ باللعب مع منتخب كوت ديفوار في .2000 ديانة اللاعب مسلم، محافظ على أداء الصلوات، أعطي هو وزملاؤه اللاعبون المسلمون في فريق آرسنال جدولاً خاصا لأداء التمارين والنظام الغذائي في شهر رمضان احترامًا لعقيدتهم الإسلامية من قبَل مدرب الفريق الفرنسي أرسين فينغر. ويضم المنتخب الإيفواري أيضًا يايا توري، شقيق حبيب توري، وأبو ديابي نجم آرسنال الذي يلعب كلاعب خط وسط. فان بيرسي يحفظ القرآن بينما يضمُّ المنتخب الهولندي لاعبين، أولهما روبن فان بيرسي نجم هجوم المنتخب الهولندي ونادي أرسنال الإنجليزي، اعتنق الإسلام بعد 6 أشهر من خضوعه لدراسات إسلامية لدى شيخ مغربي يُدعي سالم يُقيم بلندن، وخلال الستة أشهر حفظ فان بيرسي ما يزيد على 4 أجزاء من القرآن، وكما يقول عنه زملاؤه: إنه فضَّل إعلان إسلامه بعد نهاية الموسم الرياضي، حتى لا يتحوَّل إلى حديث الساعة، ويرفض إلى الآن الحديث عن قصة إسلامه بسبب خشيته من هجوم الجاليات اليهودية واسعة الانتشار بهولندا. كما تضمُّ الطاحونة الهولندية اللاعب خالد بلحروز، وهو مسلم من أصل مغربي ولكن هذا اللاعب يتحاشى الحديث عن إسلامه باعتبار أن والديه مسلمان. فريد الذي فاجأ الجميع بإسلامه يغيب عن المنتخب البرازيلي أما فريد، النجم السابق للمنتخب البرازيلي ونادي ليون الفرنسي، والذي لم يصدق نجوم المنتخب البرازيلي ومدربهم كارلوس ألبرتو بريرا أنفسهم عندما شاهدوه يسجد لله شكرًا بعد إحرازه هدفًا بمرمى المنتخب الأسترالي في كأس العالم بألمانيا، فأكد قبل اللقاء: ''لا أعلم ماذا سأفعل إذا أحرزت هدفًا في كأس العالم، قد أبكي وقتها،'' وشاءت الظروف أن يشارك في آخر عشر دقائق ويُحرز هدفًا ليخرج عن هدوئه ويعلن هويته الدينية.. كان هذا كفيلاً بإشهار إسلامه. ولم يختر المدرب الحالي للمنتخب البرازيلي، دونغا، فريد للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا بعد تراجع مستواه. قصة إسلامه كما رواها بنفسه تعود في المقام الأول إلى أحد أقارب والدته ذات الأصل اللبناني ويدعى جولين، أعلن إسلامه وغيَّر اسمه إلى صلاح الدين، وقتها أعلنت العائلة مقاطعته، إلا أن فريد حرص على عدم مقاطعته، وبدأت اهتمامات النجم بالإسلام من خلال مكتبة قريبه التي تضم 300 كتاب مؤلف عن الإسلام، هنا اطمأن لإسلامه وحافظ على ذلك الاهتمام بعد انتقاله إلى ليون الفرنسي، وبدأ يتردَّد على المساجد بصحبة صديقه المالي ديارا زميله بالفريق. ويقال: إنه اعتنق الإسلام في سبتمبر 2005م أثناء مباراة منتخب البرازيل مع نظيره الإماراتي في أحد المراكز الدينية هناك. والمثير أن فريد لم يغيِّر اسمه بعد الإسلام لعلمه أن اسمه لا يتعارض مع الإسلام. وسبق لفريد أن أدلى بتصريح شهير وهو يرد على أولئك الذين يدعونه إلى الخروج معهم إلى الحانات ومعاشرة النساء، بقوله: ''ديانتي لا تسمح لي بإقامة علاقات نسائية''. أمريكي في الطريق فوجئ مشاهدو مباراة المنتخب الأمريكي مع نظيره الإنجليزي في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة بالمونديال، باللاعب ''أوغوتشي أونيو''، قلب دفاع المنتخب الأمريكي، وقد أطلق لحيته، ويتردَّد إسلامه إلا أن الخبر لم يتم التأكد منه بعد. ويعتبر ''أونيو'' أحد اللاعبين الأساسيين في المنتخب الأمريكي حيث سجل أول مباراة رسمية له في 2004 ضد منتخب بنما، شارك أساسيا في مباريات منتخبه في كأس العالم في ألمانيا ,2006 ولعب دورًا مهمًّا في فوز منتخب بلاده بالكأس الذهبية لاتحاد الكونكاكاف عامي 2005 و2007م. كما أدى مباريات في القمة في كأس القارات الأخيرة، التي خسر النهائي فيها أمام البرازيل.