يحل اليوم زير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس ببوركينافاسو لمشاركة في اجتماع بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ، والتي ستتناول سياسات للتعاون بين المنطقتين، في زيارة قالت عنها مصادر أمنية اسبانية أنها ستكون من أجل التفاوض على إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيتين بشكل محض. أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الإسبانية أمس أن مشاركة موراتينوس في هذا المنتدى يتزامن مع تواجد أعضاء من حكومة موريتانيا ومالي المعنيين الأولين بقضية اختطاف الأوروبيين في منطقة الساحل الصحراوي، والتي من الممكن، حسب المراجع ذاتها، أن تجرى مباحثات بين الطرفين فيما يخص الاتصالات الجارية حاليا مع عناصر التنظيمات الإرهابية المسؤولة عن خطف الرهائن الإسبان. ولم تؤكد وزارة الشؤون الخارجية عما إذا كان موراتينوس سيقيم جلسة محددة لمعالجة وضع باسكوال وفيلالتا اللذان بقيا في قبضة القاعدة منذ ما يقارب السبعة أشهر، ولن تكون هناك، حسب المراجع نفسها، جلسة رسمية إنما بعيدا عن أعين الإعلام من أجل محاولة عدم إعطاء القضية قدرا كبيرا من الاهتمام الدولي في ظل الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها اسبانيا واتهامها في فشلها في تحرير رهينتيها خاصة من قبل الطبقة السياسية في مدريد. ومن الممكن أن يستعين موراتينوس ببوركينافاسو كما فعلت فرنسا عندما استعانت بها غداة الإفراج عن رهينتها بيار كامات، إذ قامت بوركينافاسو بالدور الفعال في المفاوضات مع الخاطفين، وبينت قدرتها على النجاح. وقالت المصادر ذاتها أن موراتينوس كان من المقرر أن يلتقي مع رئيس وزراء موريتانيا محمد ولد مولاي لغظف في بروكسل يوم الأربعاء المقبل في مؤتمر دول المانحين في نواقشط، ولكن في النهاية الغي مشاركته في هذا الاجتماع لأسباب لم تذكرها وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية، غير أن مصادر أخرى تؤكد أن موراتينوس غاضب من السلطة في موريتانيا خاصة بعد زيارته الأخيرة والمفاجأة والتي لم يجن منها شيئا. وسافر وزير خارجية موريتانيا على حين غرة الأيام الأخيرة والتقى رئيسها محمد ولد عبد العزيز، وناقش معه القضية الأمنية وما تعلق برعيتيه، في ظل أن موريتانيا شأنها شأن بلدان أخرى في المنطقة على غرار الجزائر التي تعارض إطلاق سراح سجناء القاعدة أو دفع فدية كشرط لإنهاء اختطاف الرهينتين . وتأتي هذه الزيارة إلى بوركينافاسو، حسب مختصين أمنيين، في المنطقة من أجل الاستعانة بالتجربة البروكينابية في هذا المجال، وهذا بعد أن فشلت كل المحاولات الإسبانية في إقناع موريتانيا بإطلاق سراح معتقلين إرهابيين في سجونا كان المختطفون قد طالبوا بظلك لقاء الإفراج عن الرهينتين الإسبانيتين.