حرم أعوان الشرطة طيلة الفترة الماضية والتي تزامنت ومباريات الفريق الوطني من الحصول على عطلهم، ووضعوا في حالة تأهب من أجل توفير الأمن والاستعداد لأية انزلاقات محتملة يمكن أن يخلفها أي لقاء من لقاءات الخضر الثلاث خلال المونديال، وقالت مصادر أمنية إن تعليمة وجهت إلى كل مديريات الأمن عبر ولايات الوطن ولم تستثنها على غرار العاصمة. وأضافت مصادرنا أن العاصمة كانت القبلة الأشد حرصا على توفير أجواء الهدوء خلال المباريات السابقة كونها الوجهة الأولى لظهور أي أعمال شغب من المحتمل أن تنقل العدوى إلى باقي الولايات. وقد لوحظ في العاصمة أثناء مباريات محاربي الصحراء التواجد المكثف والانتشار الواسع مع تخصيص دوريات تجوب شوارع العاصمة وهذا درءا لكل أعمال إجرامية من الممكن أن يستغلها كالعادة أصحاب السوابق في هذا المجال من أجل اغتنام الفرص. جدير بالذكر أن حوادث السرقة أثناء مباريات الخضر السابقة خاصة أثناء التصفيات قد عرفت ارتفاعا محسوسا وتم تسجيل عدة حوادث، وهو الأمر الذي جعل مصالح الأمن تحتاط هذه المرة خاصة وأن الموعد عالمي مما يستوجب أخذ الحيطة والحذر مع انشغال كل الجزائريين بتلك المباريات التي جلعت من الجزائر بلد أشباح. إلى ذلك بادرت المديرية العامة للأمن الوطني إلى تزويد الوحدات الجمهورية للأمن المكلفة بتنظيم حركة المرور ومراقبة كل ما يتصل بالأمن العمومي بأجهزة خاصة سواء في السيارات أو الشاحنات التي تعبر الحواجز الأمنية في الطرق السريعة أو المدن الكبرى. وجاء تكثيف الحواجز في سياق سلسلة من التدابير الوقائية المكملة داخل المدن. وقد خلف الاحتقان الشعبي الذي خلفته المباراة الفاصلة التي جرت الأربعاء الماضي بين المنتخبين الجزائري والأمريكي انتشارا واسعا لمصالح الشرطة في الجزائر، حيث مكنت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها مختلف أجهزة الأمن الوطنية من توفير الجو الملائم لاستقبال الموعد الهام ، وأثناء المباراة الأخيرة أكد أحد أعوان الأمن ل ''الحوار'' أنه لم تسجل حوادث كبيرة في اللقاء وقد انصهر الجزائريون في الموعد، وبالموازاة مع تعزيز القدرات التقنية لمصالح الأمن في الميدان للتضييق أكثر على تحركات المشبوهين، فإن السلطات وضعت إستراتجية مشتركة بين مختلف الأجهزة الأمنية قصد ضمان تنسيق أكبر وتبادل أحسن للمعلومات، وعاشت الجزائر طيلة الأيام الماضية تحت ضغط 3 مباريات في كرة القدم وشكل هذا الموعد الكروي العالمي حالة غير عادية في الجزائر.