اعتبرت صحيفة ''ميل اند جاردين'' الجنوب إفريقية أن حروب القرن ال21 لن تكون عسكرية لكنها ستكون حول المياه، وأكدت أن الدليل على هذا هو الخلافات التي تشهدها دول حوض النيل حول حصص المياه المخصصة لكل دولة من دول الحوض. وقالت الصحيفة في تقرير لها: ''قبل خمسة عشر عاما تنبأ إسماعيل سراج الدين الذي كان نائبًا لرئيس البنك الدولي أن حروب القرن الحادي والعشرين ستكون حول المياه، وحاليًا نرى الطلب المتزايد للمياه سواء للزراعة أو للشرب، مما أثار توترًا سياسيًا بين العديد من البلدان''، وأضافت الصحيفة: ''في أفريقيا نجد الخلافات بين دول حوض النيل مصر والسودان، ورواندا وتنزانيا وبوروندي وكينيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وأثيوبيا، كما أن هناك توترًا بين بوتسوانا وموزمبيق وزامبيا وزيمبابوي حول أحدى روافد نهر زامبيزي، بالإضافة للصراعات الدائرة بين تشاد واليمن والصومال والتي قيل إن جميعها كانت مرتبطة بندرة المياه''. وأردفت صحيفة ''ميل اند جاردين'': ''في آسيا هناك خلافات حول بناء السدود للأنهار المشتركة، فالهند وباكستان في نزاع شبه دائم على توليد الطاقة الكهرومائية من نهر أدوش، كما ارتفعت حدة التوتر بين أوزبكستان وكازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان حول نهرى أمو داريا وسير داريا''. وأشارت إلى أنه في الشهر الماضي طالبت بغداد سوريا أن تتوقف عن ضخ المياه من نهر دجلة، وفي أماكن أخرى بالشرق الأوسط مثل فلسطين و''إسرائيل''، والعراق وإيران توجد خلافات حول إمدادات المياه من شط العرب والسدود التركية. وذكرت الصحيفة أن النزاع قد وصل بين الأرجنتين وأوروجواى حول نهر ''بليت'' إلى محكمة العدل الدولية بلاهاى، بينما تتجادل المكسيك والولايات المتحدة حول نهرى ريو جراندي وكولورادو، وطبقًا لمصادر مطلعة فإن هناك أكثر من 250 نهر مشترك دولي تغطى ما يقرب من نصف مساحة اليابس على الأرض، فضلاً عن عدد لا يحصى من طبقات المياه الجوفية المشتركة، وقد تم تحديد حوالي 300 نزاع محتمل في شتى أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تتطور إلى نزاع مسلح.