شهدت قاعة الموقار، أول أمس، في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى 48 لعيد الاستقلال والشباب، عرضا أوليا لفيلم ''خارجون عن القانون'' للمخرج رشيد بوشارب الذي أثار جدلا واسعا في أوساط قدامى المحاربين بفرنسا، لا لشيء إلا لأنه استطاع أن يميط اللثام عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها الإدارة الاستعمارية في حق الشعب الجزائري الذي نادى بتحرير أرضه وعرضه من أنياب جنرالات فرنسا الاستعمارية. تم عرض هذا الفيلم على مدار ساعتين وثماني عشرة دقيقة بحضور المخرج بوشارب الذي قال في تصريحه للصحافة إن هذا العمل الفني أبرز ميله للتاريخ وحرب التحرير المجيدة التي يعتز بها ويفتخر بأبطالها الأشاوس، مؤكدا في السياق ذاته أن تاريخ الجزائر يعد محط اهتمامه قال''كان لي الحظ للالتقاء بأعضاء فيديرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني الذين قدموا لي شهادات حية حول تلك الحقبة، كما شاهدت العديد من الأفلام الوثائقية على غرار فيلم معركة الجزائر وقلت في قرارة نفسي إن الوقت قد حان لإنجاز فيلم حول تلك الفترة''. كما أعرب في معرض حديثه عن أسفه إزاء الجدل الذي أثير حول فيلم ''خارجون عن القانون''، موضحا أن ''هناك بعض التحفظ في فرنسا إزاء المواضيع التي تمتّ بصلة لماضيها الاستعماري، وأعتقد أنها أقلية مازالت تحن للماضي الاستعماري''، كما أكد أن الحملة التي أقيمت حول الفيلم ''ساهمت بشكل كبير في التعريف به على الصعيد العالمي''. وفي رده عن سؤال حول تأثير هذا الجدل على تقييم لجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائي، أوضح المخرج أن ذلك ليس له أي علاقة بعدم إحرازه على جائزة في مهرجان ''كان''. للإشارة، فإن اختيار الفيلم للمشاركة في الدورة 63 لمهرجان السنيما الدولي بكان، وعلى الرغم من أنه لم يحصد أية جائزة، إلا أن مشاركته كانت محط اهتمام كبيرا من طرف الحاضرين لأنه يروي وقائع جد مهمة مرتبطة بكفاح الشعب الجزائري ضد قمع المستعمر. ن. س