أكد نور الدين كحال المدير العام للديوان الوطني لمهنيي الحبوب أن الدعم الكبير الذي وفرته الحكومة إلى الفلاحين في السنتين الأخيرتين من خلال تحديد سعر الحبوب ب 350 دولار للطن في السوق الداخلية، بينما لا يتجاوز سعره في بورصة شيكاغو 310 دولار، مما يسمح بزيادة هامش ربح الفلاح بنحو 40 دولار في الطن، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الفلاحين المهتمين بهذا المجال إلى 60 بالمئة من إجمالي عدد الفلاحين الجزائريين. وأضاف المتحدث، أمس الأول، في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة أن سياسة الدعم الفلاحي والتجديد الريفي المدروسة دفعت بالفلاحين الى الاستثمار في زراعة الحبوب مما أدى إلى استغلال أكثر من 3 مليون هكتار لزراعة الحبوب وهو ما يعادل 35 بالمئة من المساحة الكلية للأراضي الفلاحية في الجزائر، مشيرا إلى أن الظروف المناخية الجيدة كان لها الأثر الأكبر في بلوغ هذه النتيجة الإيجابية. وأضاف نور الدين كحال أن فاتورة استيراد المواد الغذائية في تراجع ملفت، حيث أنها لم تتجاوز العام الجاري 1 مليار دولار فيما حاليا، فيما تخطت عام 2008 ثلاثة أضعاف القيمة، بأكثر من 3 ملايير و300مليون دولار. وذكر المتحدث أن الفارق في فاتورة الاستيراد والمقدر بنحو 2 مليار دولار أصبح يوجه بطريقة آلية إلى دعم الفلاحين، وتشجيعهم على استخدام الأسمدة الفوسفاتية والأزوتية وكذا تجديد حظيرة العتاد من الجرارات وآلات الحصاد. من جهة أخرى، أكد مدير الديوان الوطني لمهنيي الحبوب، أن الجزائر تمكنت في ظرف عامين من تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بالقمح الصلب واللين والشعير بينما كانت تصنف كأول دولة مستوردة للقمح في العالم. كما كشف عن فرض ضريبة على مستوردي الحبوب، و ذلك لحماية الاقتصاد الوطني خاصة بعد تسجيل إنتاج أكثر من 61 مليون قنطار من هذه المواد وهي ذات النسبة المسجلة خلال العام الماضي مما يجعل الجزائر للسنة الثانية على التوالي في غنى عن استيرادها. وأوضح نور الدين كحال، أن النسبة العالية من إنتاج الحبوب في الجزائر لهذا العام رفعت من مستوى الاحتياطي بما يكفي لتغطية السوق الداخلية لمدة سنتين، ما يبشر بإمكانية التصدير إلى السوق الخارجية مرة أخرى. وفي هذا الصدد، نفى المتحدث نفور أو عزوف الحولين الصناعيين عن شراء المنتوج الوطني نظرا للنوعية الرديئة وسوء التخزين للحبوب، وأشار إلى أن العملية الأولى لتزويد نحو 14 محولا على المستوى الوطني تمت بدون عوائق تذكر ودون تحديد أو تقيد للحصص. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر أنتجت خلال حملة 2008-2009 ما يقارب 2ر61 مليون قنطار من الحبوب، ما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والشعير سنة ,2009 سمح ذلك بتقليص الواردات من القمح الصلب ب 80 بالمائة بالمقارنة مع فترة التسعينات التي كانت تستورد خلالها بوتيرة 2 مليون طن سنويا مقابل 400 ألف طن في العام المنقضي.