يمثل ''الدومينو'' في موسم الاصطياف بوهران إحدى ألعاب التسلية المفضلة لدى عدد كبير من الأشخاص من الذكور الذين يجددون موعدهم كل مساء لممارستها حتى ساعة متأخرة من الليل. وقد اتخذ الشباب والكهول سواء كانوا متقاعدين أو بطالين أو عمال أو أولئك الذي يقضون إجازتهم السنوية لعبة ''الدومينو'' كوسيلة لقضاء أوقات فراغهم لا سيما في الأحياء السكنية الجديدة التي أنجزت في اطار توسعة الجهة الشرقية للمدينة وفي انتظار استحداث الفضاءات الثقافية والرياضية المسجلة لفائدة هذه الأحياء مثل حيي ''الياسمين'' و''النور'' استطاع ''الدومينو'' ملأ الفراغ لدى العديد من السكان الذين يلتقون مع نهاية المساء لممارسة هذه اللعبة دون الانتباه الى مرور الوقت. وحسب أحد محبي هذه اللعبة في عقده السادس ''فانه من المنطقي أن يتضائل هذا النشاط خلال المدة الأخيرة وذلك بسبب الأداء المشرف للفريق الوطني لكرة القدم لكن سرعان ما استرجع مكانته بعد نهاية منافسات كأس العالم''. والفعل تصبح هذه الأحياء خلال السهرة شبيهة بقاعات المنافسة وذلك من خلال انتشار مجموعة من اللاعبين في مختلف الزوايا سواء بالقرب من العمارات أو وسط حظائر السيارات وتتباين أراء الأولياء حول هذه اللعبة حيث يعتبر البعض أنها تأتي لسد أوقات الفراغ في حين يخشى آخرون أن يتحول أبنائهم إلى مدمنين عليها. ويرى الممارسين الذي يضفون على الأحياء أجواء متميزة في كل ليلة أن هذا النوع من التسلية يتزامن مع فصل الصيف حيث يستوجب علينا الخروج مساء تجنبا للجو الحار بالمنازل. ويتنافس اللاعبون في مواجهات حماسية حيث يتعين على المنهزمين في نهاية المطاف دفع ثمن المشروبات المنعشة أو المرطبات. ولا تقتصر لعبة ''الدومينو'' على سكان الأحياء الجديدة لمدينة وهران بل تعرف رواجا كبيرا بالأحياء الشعبية كذلك حيث يلاحظ تواجد عدد كبير من اللاعبين على مستوى الساحات العمومية ويعتبر أحد المتقاعدين أن فوائد هذه اللعبة بالنسبة للأشخاص المسنين لا تخص جانب التسلية فحسب بل تمكن في نفس الوقت من تجنب الوحدة كما تساهم في الحفاظ على الذاكرة، وبالمقابل يفضل البعض متابعة أطوار المقابلات فقط بمتعة لا تختلف كثيرا عن تلك التي يشعر بها لاعبو ''الدومينو''.