عقد المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي لكرة القدم في ساعة متأخرة من الأحد اجتماعاً طارئاً لبحث الإجراءات التأديبية ضد المتسببين في خيبة المنتخب التونسي أمام نظيره المالاوي وضد اللاعبين الذين برزوا بعدم انضباطهم وبسلوك مشين.وكان الرأي العام التونسي ينتظر إقالة المدرب الفرنسي بارتران مارشان وطرد عددٍ من اللاعبين ''كحد أدنى'' إزاء المستوى الهزيل والفضائح التي تعصف ب ''نسور قرطاج''، لكن الاتحاد التونسي فاجئ اكتفى بتسليط عقوبات مالية على المهاجم عصام جمعة بعد الحركات المشينة التي وجهها إلى جمهور ملعب رادس وعلاء الدين يحي ومهدي النفطي لشجارهما مع لاعبين من مالاوي في غرف تغيير الملابس بعد المباراة.ورغم الضغط الكبير من الشارع الرياضي ومن وسائل الإعلام ومن أطراف رسمية مؤثرة لإقالة مارشان، استقر رأي الاتحاد بعد نقاشات مطولة وساخنة على تسليط عقوبة مالية ضده وإعطاءه فرصة لتدارك الأمر. وكان واضحاً أن الاتحاد خشي أن تكلّفه الإقالة دفع تعويضات مالية تساوي قرابة ال 500 ألف دولار، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لميزانية الاتحاد ومن الصعب القبول به.ولم يفصح الاتحاد عن تفاصيل العقوبات المالية.وكان المنتخب التونسي تعادل السبت مع منتخب مالاوي 2-2 في رادس ضمن تصفيات المجموعة الحادية عشرة لكأس أمم إفريقيا 2012 وأضاع الفوز بعد أن كان متقدماً بهدفين نظيفين رغم طرد لاعبٍ من مالاوي في منتصف الشوط الأول.وحافظ المنتخب رغم هذا التعادل على المركز الثاني في مجموعته (4 نقاط)، لكنه قلّص الفارق مع ملاحقه المباشر مالاوي إلى نقطة وحيدة.ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرةً إلى النهائيات التي تقام في غينيا الاستوائية والغابون في عام .2012ويستقبل ''نسور قرطاج'' في المباراة القادمة منتخب توغو وينتظره إياب صعب جداً سيلعب فيه خارج تونس ثلاث مرات.وكانت تونس خسرت على أرضها في أولى مباريات التصفيات ضد المنتخب البوتسواني الذي حقق مفاجأة بتصدّره المجموعة ب 10 نقاط.وشنّت وسائل الإعلام هجوماً عنيفاً على باتران مارشان وطالبت بإقالته وبطرد عديد اللاعبين الذين أضروا بالمنتخب وتميزوا بعدم انضباطهم الكبير وحاصرتهم الفضائح الأخلاقية خصوصاً خارج الميادين.ونال قائد ''نسور قرطاج'' كريم حقي نصيب الأسد من الانتقادات وحصل إجماع لدى الرأي العام حول ''إفلاسه'' ودوره الكبير في الفساد الذي ينخر المنتخب من الداخل، تلاه عصام جمعة الذي تراجع مردوده بشكل مذهل منذ سنتين تقريباً لكنه يجد نفسه أساسياً كل مرة، إلى حمدي القصراوي الذي أصبح الحارس الثالث لفريقه الفرنسي لونس وغاب عن المباريات لأشهر طويلة لكنه حافظ على مكانه في المنتخب.