اشتبك مؤيدو استقلال جنوب السودان مع شرطة مكافحة الشغب ونشطاء مؤيدين للوحدة في الخرطوم في استعراض علني نادر للانقسامات المتزايدة جراء الاستفتاء الوشيك على انفصال الجنوب. وظهرت مجموعة من 40 جنوبيا يلوحون بلافتات ويرددون شعارات تدعو للاستقلال عند تجمع حاشد يشارك به ألفا شخص للتضامن مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير والذي يتزامن موعده مع زيارة مبعوثين من مجلس الأمن للعاصمة السودانية الخرطوم. وذكر شهود في المكان أن شرطة مكافحة الشغب تحركت بعد ان اقترب مؤيدون للوحدة من الجنوبيين في وسط الخرطوم وطالبوهم بالمغادرة وتقدموا صوبهم. وكان من المقرر أن يجتمع مبعوثو مجلس الأمن وبينهم سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة مع وزير الخارجية السوداني في جزء آخر من وسط الخرطوم في نفس التوقيت الذي وقع فيه الاحتجاج. وقال دبلوماسيون إن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير طلب من مبعوثي مجلس الأمن نشر قوات حفظ سلام على طول الحدود بين شمال السودان وجنوبه قبل استفتاء على استقلال الجنوب.وتأتي أنباء الطلب الذي تقدم به كير وسط تزايد التوترات على طول الحدود غير المرسمة جيدا. وتبادل زعماء الشمال والجنوب الاتهامات بحشد قوات هناك. ويجري السودان الاستفتاء بعد ثلاثة شهور بشأن ما إذا كان الجنوب سيعلن استقلاله ام سيظل موحدا مع الشمال.. وهذا الاستفتاء هو أحد البنود الأساسية لاتفاق السلام الذي أنهى في أواخر2005 حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين بين الجنوب الذي تسكنه أكثرية مسيحية والشمال الذي تسكنه اكثرية مسلمة. وأسفرت هذه الحرب عن مقتل مليوني شخص وقد اججتها خلافات اتنية ودينية وسياسية واقتصادية بين المنطقتين.