أحيت الجزائر، أمس، اليوم العالمي للصحة النفسية بإحصاء 150 ألف شخصا يعانون مرضا عقليا حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة ويتواجد أغلبهم في المدن الكبرى إذ يهومون في الشوارع، وبعضهم حالتهم خطيرة حيث يعتدون على المارة. وأكد البروفيسور كاشة، رئيس مصلحة بمستشفى الشراڤة، في حديث للقناة الإذاعية الثالثة، بأن التكفل بالمرضى الذين يجوبون الشوارع ليس من صلاحيات وزارة الصحة لوحدها، بل الواجب تدخل السلطات العمومية. وأوضح البروفيسور أن هناك استعدادا للتكفل الكامل بتحضير هيئة خاصة لهؤلاء المرضى في السنتين أو الثلاث القادمتين، مضيفا أن المشكل القائم حاليا هو نقص في الطاقم المتخصص من ممرضين وأطباء ومربين فضلا عن الأطباء النفسانيين، حيث نجد 1200 طبيب نفساني فقط موزعين على المستوى الوطني. وحسب المنظمة العالمية للصحة، فقد أصبح بإمكان الملايين ممن يعانون من اضطرابات شائعة لا تخضع للعلاج، من ضمن مجموعة الاضطرابات النفسية والعصبية والاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد المسببة للإدمان. وفي هذا الصدد، تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 75 بالمئة، من سكان البلدان النامية الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعصبية والاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات و الكحول، بما في ذلك نحو 95 مليونا من المصابين بالاكتئاب وأكثر من 25 مليونا من المصابين بالصرع، ولا يستفيدون من أي شكل من العلاج أو الرعاية. كما لا ينفق على الصحة النفسية، في معظم البلدان، سوى أقل من 2 بالمئة، من مجموع الموارد المخصصة للصحة. وفي هذا الشأن، تعمل منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الشركاء، على توفير الدعم التقني اللازم للبلدان لتمكينها ببرنامج من تنفيذ المبادئ التوجيهية لتعزيز خدمات الرعاية وهذا في ستة بلدان هي إثيوبيا والأردن ونيجيريا وبنما وسيراليون وجزر سليمان. وفي هذا الإطار، تناشد منظمة الصحة العالمية، عبر البرنامج الخاص، الحكومات والجهات المانحة وأصحاب المصلحة في مجال الصحة النفسية التعجيل بزيادة التمويل وتعزيز خدمات الصحة النفسية الأساسية من أجل سد فجوة العلاج الهائلة. للتذكير، كان أول الاحتفالات بهذا اليوم سنة 1992 بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وهي منظمة دولية للصحة النفسية مع أعضاء وشركاء في أكثر من 150 بلدا.