تتجه أنظار عشاق ومحبي الكرة العربية عامة والتونسية خاصة اليوم صوب العاصمة الكونغوليّة لومامباشي لمتابعة مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا التي ستجمع الترجي التونسي مع مازيمبي حامل اللقب، حيث يطمح الترجي لتحقيق نتيجة إيجابيّة تدعم حظوظه في القبض على ''الأميرة الإفريقيّة'' التّي تمنّعت على خزائنه منذ دورة .1994 واختتم الترجي الرياضي تحضيراته لملاقاة مازيمبي حين أقام معسكرا تدريبيا مغلقا بمحافظة المنستير التّي تقع على السّاحل التّونسي، قبل أن يتوجه إلى الكونغو ومعه بعثة إعلاميّة مرافقة له والمتكونّة تقريبا من أكثر من مائة صحفي إضافة إلى بعض الجماهير التي تشجعه وستكون العودة إلى تونس مباشرة إثر انتهاء المباراة. وقد شهدت الحصص التدريبيّة الأولى مشاركة كل اللاعبين بمن فيهم العناصر المصابة وفي مقدمتهم الحارس الأساسي وسيم نوارة الذي خضع إلى برنامج خاص قبل الانضمام إلى المجموعة وكذلك الظهير الأيسر خليل شمام الذي تخلص من مخلّفات الإصابة التي لحقته في مباراة الأهلي المصري والتي منعته من المشاركة في لقاء الدوري التونسي ضد النادي الصفاقسي وكذلك خالد العيّاري الذي أثبتت الكشوفات الطبية جاهزيّته للتوّاجد في تشكيل الأحمر والأصفر.كما شارك في المعسكر الأخير اللاّعبون غير المرسّمين بالقائمة الإفريقيّة على غرار محمد البشطبجي ومحمد علي بن حمودة وسامح الدربالي.وتركز برنامج تحضيرات ممثّل كرة القدم التّونسيّة خلال معسكره الأخير قبل المباراة المرتقبة ضدّ بطل الكونغو على العناية بالجانب البدني الذّي يوليه الطاقم الفنّي للفريق أهميّة كبرى بحكم تعدّد وتتالي استحقاقات التّرجي في الآونة الأخيرة وهو ما أكّده المعدّ البدني للفريق خليل الجبابلي الذّي شدّد على أهميّة تحضير اللاعبين بدنيّا خاصّة وأنّ مثل هذه المواعيد الهامةّ تتطلّب لياقة بدنيّة عالية.وفي سياق متصّل، فقد خّصص المدّرب فوزي البنزرتي الحصّتين التدريبيتين الأخيرتين قبل شدّ الرحال إلى الكونغو للتركيز على النّواحي الفنيّة والتكتيكيّة لتوضيح ماهيّة الخطّة التّي سيتوخّاها التّرجي التّونسي وكذلك تحديد ملامح التشكيلة الأساسيّة التي ستواجه مازيمبي في لقاء الذهاب في لومامباشي الأحد القادم.وخلال تربص المنستير أتيحت الفرصة للترجيّين من إطار فني ولاعبين لمزيد الوقوف على إمكانيات المنافس وذلك بمشاهدة المباريات التي أجراها مازيمبي تحت إشراف مدربه الجديد السّينغالي الأمين نداي سواء في البطولة المحليّة أو لحساب دوري أبطال إفريقيا.وقد ضّم الوفد الرسمي للترجي الرياضي خلال هذه الرحلة 21 لاعبا من بينهم وجدي بوعزي الذي سيكون في الموعد على الرغم من عدم تأهله صحيا للمشاركة في المباراة.ووجد الترجّي فور وصوله إلى لوبومباشي حرارة شديدة وصلت إلى 35 درجة مئويّة بما أن الكونغوليين يعيشون فصل الصيف في هذه الفترة وستكون درجة الحرارة على أشدها في توقيت المباراة على الساعة الثانية والنصف بتوقيت غرينيتش.أما نزل كارافيا الذي يقيم فيه الترجي في لوبومباشي فيحتوي على مساحة معشبة صالحة للتمارين وقد أجرى عليه الفريق حصة إزالة الإرهاق مساء أمس مباشرة بعد وصوله إلى الكونغو. وستدور الحصة التدريبية الثانية في برنامج الترجي الرياضي في الكونغو عشية الجمعة على أرضية الملعب الرئيسي.ويحمل الترّجي التّونسي في هذه المباراة آمال الكرة التّونسيّة والعربيّة إجمالا للتربّع على عرش الكرة في القارة السمراء رغم مخاوف أحباء الترجّي من التحكيم الإفريقي خاصّة بعد الضجّة الكبيرة التّي رافقت مباراة نصف نهائي المسابقة بين الترّجي والأهلي المصري وما قيل حول مردود الحكم الغاني ''لامبتي''. ويقول نائب رئيس الترّجي التّونسي بادين التلمساني في هذا السيّاق ل(إيلاف) إنّ فريقه جاهز لرفع التحدّي وأنّ أبناء تونس بلغوا درجة كافية من النضج تؤهّلهم لحسن التعامل مع قيمة الرّهان وأجواء المباراة، مشيرا في الآن ذاته إلى أنّ فريقه قادر بفضل الإمكانيّات البشريّة الكبيرة التّي يزخر بها على العودة بنتيجة ايجابيّة من الكونغو، وأنّ الحكم يدخل في قانون اللعبة والحرب النفسيّة التّي يشنهّا بطل الكونغو مدفوعا برئيسه تدخل في إطار التأثير على معنويّات لاعبينا وهذا ما نبّهنا إليه''. مضيفا التلمساني: ''زملاء الرائع أسامة الدرّاجي تعوّدوا اللعب في مثل هذه الظروف التّي ليست بغريبة على الكرة الإفريقيّة وهذا لن يمنع ترجي تونس من تحقيق حلمه وترويض الأميرة الإفريقيّة وتكرار إنجاز النجم السّاحلي في دورة .''2007 يذكر أنّ النّادي الإفريقي هو أوّل فريق تونسي تحصّل على هذه الكأس عندما كانت في مسّماها القديم كأس إفريقيا للأندية البطلة، وكان ذلك سنة 1991 قبل أن يضيف الترّجي التّونسي هذه الكأس إلى سجّله في 1994 ولم يستطيع أيّ ناد تونسي الظفر بهذه الكأس في نسختها الجديدة سوى النجم السّاحلي الذّي تسيّد القارّة في دورة 2007 بعد إطاحته بالأهلي المصري بثلاثيّة تاريخيّة بملعب القاهرة.