أعلنت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل في بيان لها أنها ستنظم، الخميس المقبل، يوما دراسيا حول مكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال. ويندرج هذا اليوم الذي تنظمه الشبكة بالتعاون مع اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الأطفال وجمعية ''مستقبل أحسن لأطفالنا'' والمنظمة غير الحكومية ''أكتين فور لايف''، في إطار المشروع الإقليمي ''لتعزيز قدرات التدخل وربط الفاعلين المحليين بالشبكة من أجل ترقية حقوق الأطفال ومكافحة الاستغلال الجنسي في البلدان الواقعة جنوب البحر الأبيض المتوسط''. أشار ذات المصدر إلى أن هذا اليوم الدراسي يهدف إلى تعميق التفكير حول أساس النتائج الأولية للدراسة المتعلقة ''بضرورة تعزيز قدرات الفاعلين في مجال حماية الأطفال فيما يخص مكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال''. وأوضحت الشبكة في بيانها أن 1359 طفل منهم 781 فتاة تعرضوا إلى العنف الجنسي في الجزائر خلال هذه السنة، مشددة على أنها سجلت 8043 اتصال هاتفي عبر رقمها الأخضر (30 33) ما بين 2008-2010 من قبل ضحايا سوء المعاملة والعنف الجنسي. كما شرعت شبكة ندى في عملية تعميم عملية ''أنا أسمعك'' للخط الأخضر المجاني لتشمل كافة الولايات الوسطى، وقد جاءت العملية بعد تقديم التقرير النهائي لتجربة عام كامل من المشروع الأول الذي سيعزز بمشروع ''جميعا لمحاربة العنف'' الذي تم إطلاقه خلال شهر جوان الماضي، شمل كلا من ولاية البويرة، المدية، بومرداس، البليدة والشلف وعين الدفلى بالتعاون مع الجمعيات المحلية التي تسهل بدورها العملية، حيث تقوم بنشرها وسط المناطق السكانية لمد جسور التعاون والعمل على حماية الأطفال في اكبر مساحة ممكنة من الوطن وسيعمل المشروع على نشر حقوق المواطنة وتعريفها وسط الأطفال. ''65 بالمائة من الأطفال المتصلين ضحايا للعنف'' جاءت فكرة المشروع الثاني لشبكة ندى بعد دراسة أهم النقاط التي أثيرت بواسطة المشروع الأول ''أنا أسمعك'' والتي ظهر من بين نتائجها أن 65 بالمائة من الأطفال المتصلين كانوا ضحايا للعنف فتم اختيار شعار ''جميعا لمحاربة العنف ضد الأطفال''، حسب رئيس شبكة ندى السيد عبد الرحمان عرعار، غايته إكساب هذه الفئة مهارات الحوار، التشاور، والمشاركة في صنع القرار. وذكر مسؤول الشبكة أن المشروع الذي تم إعداده من طرف خبراء يعملون في مؤسسات تربوية، يقوم على اختيار مجموعة من الأطفال والمنشطين ليتم إشراكهم في وضع البرنامج المتعلق بمكافحة العنف، كما سيتم من خلاله تكوين منشطين جمعويين وآخرين ينتمون إلى قطاع التربية بغية تحسيس التلاميذ بمشكل العنف، ويرتقب أن يسمح المشروع بتناول مواضيع حول حقوق الطفل والمواطنة كل أسبوعين، إضافة إلى القيام بأنشطة لها علاقة بموضوع الطفل في محطات ثقافية، اجتماعية وتربوية. أما المشروع الثالث فيتعلق بإنشاء مركز التحسيس والتوعية حول حقوق الطفل على مستوى العاصمة لترسيخ ثقافة حقوق الطفل في الجزائر، من خلال تنظيم ورشات الرسم، المسرح والموسيقى لفائدة كل طفل تكفلت به شبكة ندى، وجاء المشروع بناء على نتائج برنامج ''أنا أسمعك'' الذي أظهر أن معظم مشاكل الطفل ناجمة عن العنف الذي يرتبط بالتصدع الأسري وبعض المشاكل الاجتماعية، كأزمة السكن التي تفتح تفتح أبواب الانحراف أمام الصغار، ما يعني أن كلا المشروعين يلتقيان في ترقية حقوق الطفل في الجزائر وتهيئة الأرضية لإصدار قوانين جديدة تحمي الطفل من كافة المشاكل والمخاطر التي تتربص به في حياته اليومية. ''الأطفال ضحايا العنف الجنسي أغلبهم من أبوين مطلقين'' ذكر السيد عبد الرحمان عرعار أن برنامج ''نحن في الاستماع'' يتمثل في خلية استماع وضعتها الشبكة في أواخر أفريل 2008 أسفرت عن استقبال 4 آلاف مكالمة استنادا لتقرير نصف سنوي أعدته الشبكة في ديسمبر من السنة المنصرمة، حيث كشف هذا الأخير أن معظم الحالات تتعلق بالعنف الذي يتعرض له الطفل بصفة ملحوظة. فمن مجموع 220 حالة تمت معالجتها، سجلت الشبكة 150 حالة نفسانية و30 حالة قضائية، إلى جانب 40 حالة أخرى مختلفة، علما أن الضحايا في الغالب أطفال ينتمون إلى آباء منفصلين أو يتامى يعانون من سوء المعاملة والاعتداءات الجسدية، المعنوية والجنسية. فيما يخص الاعتداءات الجنسية تلقت الخلية، منذ بداية السنة الجارية، مكالمتين من طرف حالتين تتراوح أعمارهما ما بين 15 و16سنة، إذ وقع عليهما الاعتداء في الشارع، كما أن هناك حالات تعاني من الاضطرابات السلوكية، ومن الإدمان على المخدرات التي قلما يتم الاعتراف بتعاطيها. وبالمقابل تتعلق نسبة كبيرة من الحالات القضائية بمشاكل عدم تسديد النفقة وحضانة الأطفال. والملاحظ أن المكالمات التي تتلقاها الخلية حتى من بعض الولايات المجاورة تكون من طرف الأولياء، حينما يتعلق الأمر بمشاكل تخص صغارا ما دون سن العاشرة.. في حين تأتي المكالمة مباشرة على لسان بعض المراهقين الذين يمكنهم الإفصاح عن طبيعة مشكلتهم، ليتسنى بعدها لفريق الخلية أداء مهمة التدخل، لكن يتعين عليها التحري أولا عن مدى وجود مشكل، لأن المشكلة المطروحة في هذا الصدد هي أن بعض الصغار ''يكذبون'' وعموما يتولى الفريق مهمة التكفل النفسي وكذا الاجتماعي عن طريق تزويد الأطفال المرضى بالأغذية والأدوية، فضلا عن التدخل لحل المشاكل الخاصة بالتمدرس والتكوين المهني.