ظهرت الكتابة فبدأ التأريخ .. وحين بدأ التاريخ قسم الناس إلى من يقرأون ويكتبون وإلى من لا يقرأون و لا يكتبون .. إنهم الأميّون ... إنها أمية القلم .. الأمية الأولى في نهاية الألفية الثانية اكتسح عالم المعلوماتية عالم الناس وأمسى الكمبيوتر خطاط الديوان وكاتب الرسائل ووسيط الاتصال .. فأمسى تعلم استخدامه وإتقان لغوياته وبرمجياته ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في مجال العمل المؤسساتي .. وأمست الأمية تارة أخرى أمية القلم الآلي .. فالأمية الثانية هي عدم القدرة على استخدام العقل الآلي الكمبيوتر ولواحقه ولكن في بداية الألفية الثالثة اكتشف الإنسان أن صنيع يده نقصد الكمبيوتر يتطور في قدراته وسرعة معالجته للمعلومات قانون مور: إن قدرة الكمبيوتر تتضاعف مرة كل 18 ثمانية عشر شهرا - في حين يبقى العقل الإنساني يتطور ببطء شديد إنه سباق الأرنب والسلحفاة لذلك كان لزاما على الأستاذ أن يجلس هذه المرة في مقعد التلميذ ليستفيد من استراتيجيات عمل العقل الآلي .. لذلك اتجه إلى التفكير في لغوياته هو .. في برمجياته هو .. وأساليب تعديل السلوك بدءا بالسلوك المعرفي والوظائف العقلية سواء منها العليا أو الوسيطية التي تشمل اللغة والخيال .. ولأن النفس هو ذلك الكائن الذي ينام على فراش الأعصاب ويتغطى برداء اللغة، نشأت البرمجة اللغوية العصبية، وانتشرت بين عقول الجماهير العريضة التواقة للتفوق والنمو .. إنها ال (أن أل بي) كدرب منير لتعلم الطريقة المثلى لتشغيل العقل . والبرمجة اللغوية العصبية، هي تدريب الجهاز العصبي لغويا أي عن طريق لغة الخيال والتصور وحديث الذات، والتي تتم عادة في حالة الانفصال والاسترخاء العميق - واليوم تنشأ الأمية الثالثة .. إنها أمية القلم الداخلي الذي يصنع العلاقة بين الذات والذات وتحركه أحاديثنا الصامتة.. إنه القلم الذي يكتب على لوح العقل وخرائط الذهن .. إنها إذا أمية عدم القدرة على استخدام العقل الحي بالطريقة الصحيحة والمثلى.. إنها أمية القلم الداخلي.