لم يكن المشهد الادبي الذي عرفته سنة 2010 التي لم تعد تفصل إلا أيام معدودات على انقضائها، في المستوى المرجو، مقارنة بالسنة الفارطة، حيث احتضنت الجزائر اكبر تظاهرة ثقافية، يتعلق الامر بالمهرجان الثقافي الافريقي الثاني الذي اثرى ببرنامجه مجال الادب. غير ان هذه السنة كشفت المستور واكدت ان المسؤولين في بلادنا لا ينشطون خارج التظاهرات الكبرى. النشاطات الأدبية التي برمجت طيلة السنة لم تخرج عن نطاق بعض المحاضرات التي برمجت هنا وهناك والتي لم تأت بالجديد. حيث عادت عكاظية الشعر العربي في دورتها الرابعة والتي اعتاد على تنظيمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام بنفس البرنامج وبمشاركة نفس البلدان، حيث تضمنت اجندة التظاهرة كالعادة محاضرات وندوات تناولت موضوع الشعر وثقافة المقاومة، ناهيك عن الأمسيات الشعرية. ولعل ما ميز هذه التظاهرة رغم سلبياتها هو تكريم الشاعر الجزائري الراحل عمر البرناوي وعرض أعماله الشعرية، بالإضافة الى تحول هذه التظاهرة إلى محطة اختتام لفعاليات ''القدس عاصمة الثقافة العربية'' بالجزائر. اما الجمعية الثقافية الجاحظية التي عرفت بأوج نشاطها الثقافي والادبي في عهد عمي الطاهر، فارتدت هذه السنة ثوب الحداد بعد المعاناة التي عاشها مؤسسها صاحب اللاز مع المرض الذي ألزمه الفراش مدة طويلة، واصبح يتنقل بين مستشفيات الجزائر وباريس للعلاج، قبل ان يفارق الحياة الى الابد، وهو ما جعل نشاط الجاحظية شبه غائب، إلا انه برزت محاولات بعض الكتاب واجتهادات لملء الفراغ.. من جهتها عرفت تظاهرة الصالون الدولي الخامس عشر للكتاب والذي احتضنته ساحة المركب الاولمبي 5 جويلية مشاركة ضعيفة للوجوه الأدبية والفكرية الجزائرية والأجنبية مقارنة بالطبعات الفارطة، حيث كانت التظاهرة تقام بقصر المعارض الصنوبر البحري، وهو ما يؤكد ان تغيير مكان العرض نحو المركب الاولمبي محمد بوضياف اثر بنسبة واضحة على نسبة العرض والمشاركة. ومع هذا يمكن ان نذكر بعض ايجابيات المعرض التي تمثلت في عمليات البيع بالإهداء للكتب دون أن ننسى حضور سويسرا كضيف شرف وتكريم بعض الوجوه الادبية الراحلة في مقدمتهم أب الرواية الجزائرية الطاهر وطار ولخضر بن طوبال.