اعتصم مئات الآلاف من المتظاهرين أمس الجمعة ''جمعة الرحيل'' في ميدان التحرير بوسط القاهرة عقب أداء الصلاة مرددين هتافات تصب كلها في دعوة الرئيس حسنى مبارك إلى مغادرة السلطة ''فورا'' والشروع في إصلاحات سياسية واقتصادية. وكان المحتجون المصريون دعوا إلى تظاهرات حاشدة جديدة أطلقوا عليها اسم ''جمعة الرحيل'' في كامل المحافظات المصرية بهدف تحقيق مطلبهم بإسقاط الرئيس مبارك وذلك بعد أسبوع من ''جمعة الغضب'' التي شهدت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة. وأفادت تقارير صحفية أن مئات الآلاف من المصريين تجمعوا في ميدان التحرير الذين أدوا به صلاة الجمعة والعصر جمع تقديم. وما أن فرغوا من الصلاة حتى بدأوا في ترديد هتافات تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية فيما انتشرت قوات الجيش في محيط الميدان لتأمين المتظاهرين وتفتيش الوافدين لإحكام السيطرة ومنع أعمال العنف. وفرض رجال الأمن طوقا أمنيا على جميع المداخل المؤدية لميدان التحرير, فيما قام بعض المتظاهرين بتفتيش جميع من يدخل إلى الميدان تفتيشا دقيقا كما لوحظ حسب التقارير وجود عدد من الشخصيات العامة بين المتظاهرين من بينهم محمد مصطفى شردى القيادي في حزب الوفد ورجل الأعمال رامي لكح، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وكان وزير الدفاع المصري المشير حسين الطنطاوي محاطا بعدد من قادة الجيش زار المتظاهرين بالميدان وتبادل مع بعضهم الحديث. وقالت تقارير إعلامية أن طنطاوي حث بعض المتظاهرين الذين التقاهم على مغادرة الميدان. وكانت قوات الجيش المصري قد جددت تأكيدها أنها ''لن تفتح النار على المتظاهرين'' فيما أكد رئيس الوزراء المصري احمد شفيق أن تعليمات وجهت لوزير الداخلية محمود وجدى بعدم التعرض لأي مسيرات سلمية وهي تعهدات كررها ايضا نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان ووزير الداخلية محمود وجدي. ودعا خطيب الجمعة في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة المعتصمين المطالبين منذ 11 يوما برحيل الرئيس مبارك إلى ''الثبات حتى النصر'' و''رفض الحوار مع النظام حتى تحقيق مطالبهم''. ووصف ذات المصدر الحركة الاحتجاجية بأنها ''ثورة بيضاء'' وقال ''هي حركة مصرية يشارك فيها المصريون بجميع طوائفهم وليس للثورة هدف ديني''. وخاطب المعتصمين بقوله ''لا تتركوا الميدان دون تحقيق مطالبكم ... الثبات الثبات حتى النصر'' ورفض الحوار مع النظام حتى تحقيق تلك المطالب مشيرا إلى أن ''من يريدون التفاوض عليهم أن يأتوا هنا''. وحدد مطالب المعتصمين بتغيير النظام والإفراج عن المعتقلين وإلغاء قانون الطوارئ. ويرى متتبعون للشأن المصري أن الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة، لاسيما مع الاستعطافات الأخيرة للرئيس مبارك للغرب، وهو يحذرهم من مخاطر تركه للسلطة مخوفا ببعبع الإخوان المسلمين الذين سيحكمون البلاد، فضلا عن اتهامهم بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات، في الوقت الذي تضغط في الحكومات الغربية بالإضافة إلى الشارع المصري على مبارك من أجل الرحيل الفوري ثم مناقشة آليات التحول الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة دون أن يحوز مبارك شرف المشاركة فيها.