لا تزال معاناة سكان حي الجير ببلدية حسين داي مستمرة، حيث تعيش ثمانون عائلة حالة مزرية على ضفة واد الحراش، تحت التهديد الدائم لفيضان هذا الأخير، فقد سبق وأن ارتفع منسوب مياه الوادي بفعل تهاطل الأمطار ما تسبب في تسرب المياه إلى داخل المنازل على ارتفاع ما يفوق المتر حسب ما أكده سكان الحي '' للحوار''. كما أضاف المتحدثون أن بعض العائلات حبست داخل بيوتها جراء هذه الوضعية. وأن أخرى لم تستطع الدخول إلى منازلها بسبب مياه الوادي التي غمرت المنازل. مما أجبر المتضررين على الاتصال برئيس المجلس الشعبي البلدي لحسين داي، هذا الأخير الذي أرغم حسب المتحدثين جميع العائلات على العودة إلى منازلها وقبول العيش في تلك الحالة. من جهة أخرى أوضح مواطنو حي الجير أن سكناتهم التي تعود للحقبة الاستعمارية والتي كانت مخازن للسلع، سكنتها العائلات الجزائرية بعد الاستقلال، مهددة بخطر الانهيار نظرا لقدمها وتضررها بفعل رطوبة الوادي من جهة وزلزال 2003 من جهة ثانية، خصوصا وأن العديد من السكنات صنفت على إثرها ضمن الخانة الحمراء، إلا أن البلدية لم تحرك ساكنا. وحسب شهادات البعض فإن الحي سبق وأن سجل عدة حوادث كان آخرها تعرض إحدى العائلات لانهيار جزئي لبيتها ما تسبب في فقدان غرفتين منه بعد أن كادت الحادثة أن تؤدي إلى إصابات. كما يشكو سكان الحي من انعدام الغاز الطبيعي، حيث أثقلت المصاريف الباهضة لاقتناء قارورات غاز البوتان كاهلهم، كما أن الانقطاع المتكرر لمياه الشرب، وغياب تعبيد طرقات الحي زاد من معاناة سكان هذا الحي، حتى أن السلطات المحلية سبق وأن وعدت سكان حي الجير بإنشاء مركز للشرطة، غير أن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق. وأمام هذه الوضعية يطالب سكان حي الجير السلطات البلدية بضرورة إيجاد حل نهائي لمشاكلهم إما بترحيلهم إلى سكنات لائقة أو إعطائهم حق ملكية الأرضية التي يشغلونها ليتمكنوا من إعادة بنائها وكذا وضع حد لفيضان وادي الحراش بمنعه من الوصول إلى البيوت حفاظا على حياتهم.