شهدت أسعار العديد من المواد الأولية التي تدخل في تحضير الحلويات لدى تجار التجزئة والجملة عشية عيد الفطر تطورات مختلفة تتجه نحو الارتفاع، نتيجة الطلب المتزايد والضغط القوي من قبل المخابر والعائلات على هذه المكونات الأساسية في صناعة العجائن والحلويات. وكان السكر الأبيض أول المواد تأثيرا بهذه الطفرة والتقلب المفاجئ على المستهلكين، حيث انتقل سعر الكيلوغرام الواحد من 60 دينار قبل بضعة أيام الى 80 دينار أمس. وقرر تجار التجزئة بأسواق العاصمة وبومرداس والبليدة وتيبازة إعادة النظر في الأسعار مبررين سر الارتفاع القياسي بنحو 20 دينار/ كلغ في أقل من أسبوع بالزيادات التي فرضها تجار الجملة على مستوى مناطق التبادل الحر للمواد الغذائية، مستندين في ذلك بزيادة سعر للكيس 50 كيلوغراما من السكر ب 600 دينار لتصل إلى 3500 دينار. وقال تجار الجملة أن ارتفاع الطلب على هذه المادة لا يبرر هذه الزيادة في الأسعار لن الكميات المتاحة والمتداولة بالسوق يمكنها تغطية الاحتياجات الوطنية، مشيرين الى التأثيرات الأخرى المتعلقة بتأخر وصول الشحنات وأخرى بأسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية التي سجلت تطورات مختلفة في سياق اقتصادي تسوده المخاوف حول حالة النظام البنكي العالمي. مما أدى الى تراجع أسعار البترول مع نهاية الأسبوع في الوقت الذي أقر فيه الكنغرس الأمريكي مخطط إنقاذ البنوك ، ففي سوق نيويورك بلغ سعر برميل النفط لتسليمات شهر نوفمبر أكثر من 106 دولار. ومن جهة أخرى يبدو أن المواد الغذائية تواجه الأزمة بشكل أفضل مقارنة بالبنوك حيث بلغ سعر السكر الأبيض لتسليم ديسمبر 404 جنيه يوم الجمعة مقابل 7ر377 جنيه أسبوعا من قبل، وبسوق نيويورك وصل سعر السكر الخام الى 59ر16 سنتا للرطل مقابل 6ر13 سنتا لتسليمات شهر أكتوبر يوم الجمعة الفارط. ويذكر أن المجمع الصناعي الغذائي ''سيفتال'' أكد أن الأسعار السكر لن تشهد تراجعا كبير عكس المنتوجات الغذائية الأخرى في شهر رمضان، نظرا لاستمرار ارتفاعها في الأسواق الدولية خلال هذه السنة والمقبلة. وتصل الطاقة الإنتاجية 4 وحدات تكرير السكر للخواص على المستوى الوطني الى 780 ألف طن/ سنة، فيما تقدر الاحتياجات الوطنية ب 1ر1 مليون طن سنويا يتكفل العشرات من الموردين بتغطية العجز المتبقي في تحويل السكر الأبيض.