تطرق الكاتب الصحفي سعيد جاب الخير خلال القراءة التي قدمها في كتابه الجديد ''الصوفية والإبداع'' الصادر عن دار نشر المحروسة بالقاهرة نهاية الاسبوع بقاعة بشير منتوري بالعاصمة إلى ثلاثة محاور كبرى يتعلق الامر ب''التطور الصوفي عبر التاريخ''، ''دور الصوفية في التنظيم الإجتماعي'' و''الصوفية والإبداع''. ويرى جاب الخير الذي نزل ضيفا على برنامج أربعاء الكلمة الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة في عددها الأول أن الصوفية كمصطلح ديني لم يكن معروفا في بداية العصر الإسلامي بمفهومه الحالي حيث كان المسلمون يستشعرون بوجود الكيان الروحي الباطني الإيماني للإسلام عملا لقوله تعالى ''إن الله لا ينظر إلى أشكالكم .....'' حيث كان السلف الصالح يدركون أن القلب هو محط أنظار الله تعالى لا شكل الإنسان في حد ذاته. أما من نسميهم الآن برجال الصوفية، يقول جاب الخير، كانوا لا يبرحون المساجد وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يجهز لهم مكانا فيه وهم متفرغين لعبادة الخالق القهار، ومع حلول السنوات الأولى للخلافة الراشدية ظهر الزهاد أو القراء الذين يفتون حسب هوى الخليفة للتقرب إليه والنيل من خيرات القصر ومن الحصول على أكبر قدر من رضا الحاكم، وكان هؤلاء الزهاد يستصدرون فتاوى ضد الصوفي وهو ما أدى إلى تسمم الخطاب الإسلامي في الغرب. وأوضح صاحب الكتاب أن الإسلام قد سافر إلى الغرب مع فتاوى الفقهاء في عهد الخلافة الراشدية مؤكدا ان السلسلة الادبية ألف ليلة وليلة هي سبب تشويه الإسلام عند الغرب، وأثبتت مصادر تاريخية يضيف جاب الخير أن الصوفيين كانوا يتمركزون في الثغور على الشريط الحدودي للبلاد لمراقبة العدو المتربص بالدولة الإسلامية وهم بذلك يعززون تقليد فكرة الجهاد في الإسلام اعتمادا على نصوص شرعية من الكتاب والسنة، ولنا في الجزائر، يقول جاب الخير في الشيخ خليل صاحب الكتاب ''المختصر المفيد'' الذي كان محاربا جبارا في صفوف المسلمين وأديبا ومفكرا له من المؤلفات خلدت أعماله الجليلة. ومن جهة ثانية تحدث الكاتب خلال لقائه عن دور الصوفي في إصلاح المجتمع. واختتم جاب الخير قراءته بالتعرض إلى دور الصوفية في تطوير لغة المتن الأدبي والفكري حيث حولوه من لغة الرواية إلى لغة سردية إبداعية.