ابنة القصبة بمدينة دلس العتيقة، وجه تليفزيوني معروف لطالما اقترن بالفكاهة وزرع البسمة على وجوه المشاهدين ، اسم التصق بالعديد من الأعمال التليفزيونية التي ارتبطت هي الأخرى بالكثير من العناوين الفنية التليفزيونية و الإذاعية التي سجلت و حفرت من خلالها السيدة دوجة عبدون اسمها الذي يبقي محفورا في ذاكرة المشاهدين . كان حضورها مميزا في عديد من الأفلام و المسلسلات الجزائرية تميزت من خلالها خالتي دوجة بالأدوار التي كانت في كل مرة تتألق فيها و تعكس من خلالها صفات المرأة الجزائرية و سيدة البيت العاصمية. التي تسعى دوما لأن تتميز شخصيتها باللباس العاصمي الذي لم تتنازل عنه خالتي دوجة في أي دور تليفزيوني و لم تتخل عن محرمة الفتول التي تتوج بها رأسها وبأفخم ''القويطات'' ، أثبث وجودها و اكتسبت جمهورا كبيرا من خلال أدوار طبعتها لكنتها العاصمية التي لطالما ذكرتنا بفضيلة الدزيرية .وقد زاد ت مشاركتها التليفزيونية في مسلسلات فكاهية رمضانية ك''ناس ملاح سيتي''، و المسلسل الأخير ''جمعي فميلي'' التي شاركت فيها بشخصية '' خوخة'' أم الزوجة التي زادت الحلقات فكاهة عفوية . وتعتبر هذه السلسلة التي بثها التلفزيون الجزائري خلال شهر رمضان الفارط آخر عمل تليفزيوني لها ، إلا أنها لم يسبق لها و أن قامت بأعمال مسرحية حسب ما اعترف به زملائها في التمثيل . بسيطة في معاملتها ومتواضعة في كلامها محبة و حنونة تفيض عطاء لكل من قصد بيتها لطلب مساعدتها لتحول المكان الذي تعيش فيه إلى نقطة لالتقاء الأحبة و الأصدقاء ليطغي بذلك على شخصيتها المرحة طابع الإنسانية، سخية في عطائها تطغي .صفة الجود و الكرم على تصرفاتها مع كل من عرفها هي سمة التصقت بها و عرفت عن معاملتها مع الناس لتفتح بابها لكل من يطرقه ليلجئ إليها كل من لم يملك مأوي يبيت فيه أو ملجئ يلجئ إليه وطعاما يقتات منه لتمتعه بأكلاتها المميزة النكهة حسب شهادة محيطها الذي يشهد لها بأنها فنانة أيضا في مطبخها العاصمي وخاصة في مجال الأكلات التقليدية . ، ولأن قلب المرأة حنون يفيض حبا وعطاءا و لأنها حرمت من الذرية بعد وفاة زوجها وهي شابة متفتحة في مقتبل العمر وكرست كل حياتها لعمل الخير والمبادرات الخيرية تجدها تقتسم قوتها مع كل من تعرف أنه بحاجة إليها لتتكفل بتربية عدة فتيات و شباب يتامى و محرومين منذ نعومة أظافرهم وإلى أن يصبحوا نساء ورجالا. خالتي دوجة هي نعم الممثلة والصديقة و المستمعة لهموم الآخرين والمهتمة بكل أمور الفن متفائلة في نضرتها للحياة وديعة عطاءها منقطع النضير، تلك هي خالتي دوجة المتمتعة بالحس المرهف و بموهبة جد عالية لم تستثمر من مواهبها في أيام شبابها إلا بعد أن تقدم بها السن لتحتل بذلك مرتبة أم الشاشة التليفزيونية التي ترثيها اليوم و تبكي فراقها الذي لن يعوض إلا بأعمالها التي ستبقيها مخلدة في ذاكرة جمهورها. وتغيب خالتي دوجة عن عالمنا بعد مرض عضال ألزمها الفراش تاركة ورائها جمهورا حزن لفراقها ،و سيبقى دوما يتذكر أعمالها البسيطة بساطة شخصيتها والتي تعكس في عمقها بساطة أمهاتنا .غادرتنا اليوم عن عمر يناهز 86 سنة ولم تظفر في حياتها بتكريم أيا كان وقد ووري جثمان الفقيدة الثرى بمقبرة القطار بعد إلقاء نظرة أخيرة عليها بمبنى المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي في جو مهيب حضره جمع غفير من رفقاء الدرب و في حضور الشخصيات الفنية . و يعد غيابها عن الساحة الفنية فقدان مكسب من مكاسب السينما الجزائرية استحقت أن تكرم في حياتها .