لا يجادل احد في المهابة التي يمثلها اسم عزرائيل في المخيال الشعبي، حتى أن شظايا تلك المهابة قد تنال ممن تنال بعض القراء وهم يمرون أو يمررون على القنطرة المعنوية لاسم عزرائيل، فضلا عن البشاعة المشعة من فعل غير أخلاقي يمارسه بعض شذاذ الآفاق وهو المجون في حرم الرجل (الملاك) أو في حدود بلاده. استحضرت هذا الفعل غير الأخلاقي من موضوع لأحد مراسلي الجريدة في الشرق الجزائري، وهو ينقل إلينا تصرفات البعض ممن ماتت ضمائرهم، وأصيبوا بداء فقدان المناعة الإيجابية الحافظة لسلوك صحي أخلاقي قويم في المجتمع، بعد ان أقدموا على بناء ''محشاشة'' وسط قبور آبائنا وأجدادنا الذين نعتقد أن جلهم في النعيم، متحدين تلك المهابة والسلطة المعنوية باقتراف القبيح من القول والفعل والأكل والشرب، في محيط أقل ما يقال عنه أنه مدعاة للتفكر والتذكر والاحترام الشديد لقدسية المكان والأشخاص -الموتى طبعا-. وفي ذات السياق تقود الفكرة كل ذي لب إلى الوقوف وقفة تأمل إلى تصرفات حقول حياتية عديدة مسرح لها، مؤداها التشويش بأبشع الوسائل على الطريقة المكيافيلة من أجل تحقيق المآرب التي عجز عن تحقيقها وتجسيدها بالمشروع والمتاح المنطقي. وعليه لا غرابة في وجود أشقاء في الرضاع وفي غيره لمن سبق ذكرهم، لكن بطريق الاستخفاف بعقول وضمائر الناس، حيث يعدمون مبررات وحيل الإقناع، فيتوجهون إلى الإيقاع والتضليل، من قبيل اتهام الأغلبية بالتطبيل والتزمير، وإطلاق النعوت المشتقة والمستمدة من قاموس ما يمارس في ''المحشاشة'' على المخالفين. لكن ما فات هؤلاء أن التصريح أو التلميح بوجود إجماع أو قربه وقوعه على قضية من القضايا طعن في الأنا وتصريح تلميحي بقلة ذات اليد من الحيلة المقنعة، ولا تنجيهم الاستعارة من قاموس ما يمارس داخل ''المحشاشة'' لتشويه الآخر والنيل منه لأن المعارضة لن تنجح بهذه الطريقة والعمل السياسي فكر واستشراف لا يؤخذ من ''المحشاشات''، ولا من أفواه منتهكي الحرمات .. والحرمات كثيرة روحها التاريخ والهوية وحدودها الجغرافيا.