أكدت مصادر أمنية موثوقة ل ''الحوار'' أن قوات الجيش الوطني الشعبي المتمركزة بالمناطق الشرقية لولاية تيبازة، تقوم بعمليات تمشيط واسعة بعد تسليم إرهابيين نفسيهما ببلدية قوراية الأسبوع الماضي، خاصة بعد الطوق الأمني الذي فرضته مختلف أجهزة الأمن بالمنطقة التي أدت إلى شل حركة الجماعات الإرهابية. وتفيد المعلومات التي تحصلت عليها ''الحوار'' بعد التحقيقات مع الإرهابيين أنهما ينتميان إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال المتمركزة بأعالي المنطقة الشرقية، والتي تنشط على محور قوراية تيبازة والحدود الجنوبية مع ولاية عين الدفلى. هذه الأخيرة نسبت إليها عدة أعمال إرهابية كالاستيلاء على 150 مليون سنتيم، وبندقية صيد ملك لأحد عناصر الدفاع الذاتي، ومداهمة دوار السراحنة بتيبازة، حيث قامت بتجريد بعض المواطنين من أسلحتهم، إضافة إلى مداهمة مركب سياحي بالأرهاط واغتيال رعية ألمانية كانت بمعية زوجها جزائري الجنسية. وقامت قوات الأمن المشتركة بفرض حصار شامل على تحركات الجماعات الإرهابية، عن طريق وضع الحواجز الأمنية الثابتة، إضافة إلى التمركز الاستراتيجي في أعالي الجبال، والتي تسمح بالمراقبة الشاملة لكل المناطق الغابية التي تمتاز بالكثافة والتعقيد، الأمر الذي سهل من تحركات الإرهابيين في وقت مضى. عملية مشابهة كللت العام الماضي بالقضاء على أربعة إرهابيين، واسترجاع قطعة سلاح نوع كلاشينكوف روسي الصنع بغابة واد السبت ببلدية قوراية، والقضاء على إرهابي آخر الشهر الفارط بنفس البلدية، بعد اشتباكات بين عناصر الجيش الوطني الشعبي والإرهابيين، الأمر الذي جعل الكتيبة تنقل النشاط الإرهابي إلى المناطق المجاورة وولاية عين الدفلى بالخصوص، حيث قامت باغتيال دركيين بالحاجز الأمني المتواجد بمفترق الطرق ببلدية بومدفع الشهر الماضي، وإطلاق النار على عمال الشركة التركية التي تشرف على إنجاز شطر من الطريق السيار شرق غرب الرابط بين بومدفع وعين الدفلى، إضافة إلى اغتيال أربعة عناصر من أفراد الحرس البلدي عند المدخل الشرقي لبلدية مليانة. كما قامت نفس المجموعة باغتيال أحد المواطنين بقرية بني جماعة ببلدية واد جر في شهر جويلية الماضي والاستيلاء على بندقية صيد ومليون سنتيم. وتقوم قيادة القطاع العسكري بولاية تيبازة بالتنسيق مع نظيرتها من ولاية عين الدفلى بشل حركة ونشاط هذه الجماعات ووضع حد نهائي لها.